بريطانيا خارج فلك أوروبا.. آمالٌ وتحدّيات

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت بريطانيا اليوم عهداً جديداً وطوت صفحة في تاريخها، فيما يذهب الكثيرون إلى أنّ الخروج من الاتحاد الأوروبي يعد قفزاً في المجهول في بلاد منقسمة، وجائحة صحية تنتشر على طول البلاد وعرضها كما النار في الهشيم. استقبلت بريطانيا العام الجديد بالتوقّف عن تطبيق قواعد الاتحاد الأوروبي، مع انسحابها من السوق الموحدة الأوروبية والاتحاد الجمركي. تغادر بريطانيا التكتّل القاري الأكبر في العالم، بعد 47 عاماً من التكامل الأوروبي، وبعد أربع سنوات ونصف من التقلّبات التي أعقبت استفتاء العام 2016، بعدما أنجزت «بريكست» الذي أنجز رسمياً أواخر يناير الماضي، فيما أرجئت مفاعيله فترة انتقالية كان عنوانها الأبرز «امتصاص الصدمة».

تراهن بريطانيا، وكما صرّح رئيس وزرائها بوريس جونسون، أن العام 2021 سيكون عام التغيير والأمل، بعد تبدّد الخلافات مع الشركاء في التكتّل، والتي استمرت فترات طويلة، فيما لا يرى جونسون أنّ خروج بلاده من الاتحاد يعني أنّ أحد الطرفين قد خسر الآخر، فالمجال متاح للتعاون والتكامل، على حد قوله. لم يخفِ مهندس «بريكست»، بوريس جونسون، غبطته من إكمال بلاده الخروج من الاتحاد الأوروبي بل ووصف الخروج بأنّه لحظة رائعة، مع وعود بأنّ البلاد ستكون مفتوحة وسخية ومنفتحة على الخارج.

يحذو الأمل القادة الأوروبيون أيضاً في بقاء بريطانيا صديقة وحليف رغم الخروج المر من الاتحاد، فيما وصف الرئيس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أنّ «بريكست» كان ثمرة التململ الأوروبي وكثير من الأكاذيب والوعود الزائفة، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنّ مصير فرنسا هو أوروبي أولاً.

وخرجت الصحف البريطانية بعناوين إلى الاحتفال أقرب، ففيما عنونت «ديلي إكسبرس»: «مستقبلنا، مملكتنا المتّحدة، مصيرنا»، كتبت «ذي غارديان»: «وسط الأزمة، بلا ضجّة، تُنهي المملكة المتّحدة الحقبة الأوروبّية أخيراً».

ويشير الكثيرون إلى أنّ أمام جنوسون تحدّيات داخلية يتمثّل أولها في توحيد صفوف البريطانيين الذين انقسموا حيال بريكست مع تصدّع وحدة البلاد، إذ صوّتت آيرلندا الشمالية واسكتلندا ضد الخروج من الاتحاد وتحلمان بنيل الاستقلال. وكتبت رئيسة الوزراء الاسكتلندية، نيكولا ستورجن، العازمة على إجراء استفتاء آخَر على الاستقلال، على «تويتر»: «اسكتلندا ستعود قريباً يا أوروبا».

 

Email