بريطانيا دخول عام جديد وخروج من الاتحاد الأوروبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تهيّأ البريطانيون أمس للخروج نهائياً من الاتحاد الأوروبي بعد أربع سنوات ونصف السنة من مسلسل «بريكست» الطويل والمليء بالتحوّلات، وفتح صفحة جديدة من تاريخ البلاد وسط أزمة كبيرة تشهدها المملكة المتحدة. فبعد نصف قرن من الاندماج ضمن الاتحاد الأوروبي، وعلى وقع ساعة بيغ بن أصبح «بريكست» واقعاً بمفعول كامل بعدما خرجت بريطانيا رسمياً من الاتحاد الأوروبي في 31 يناير 2020.

وفي مدينة دوفر الساحلية الواقعة في جنوب شرق بريطانيا والتي سيكون ميناؤها في الصف الأمامي للتبادلات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، تختلط مشاعر السكان بين الأمل بحقبة جديدة من الازدهار، والخوف من الاضطرابات مع تشكّل طوابير طويلة من الشاحنات في المنطقة.

وأكدت المتقاعدة مورين مارتن «الأمور ستكون أفضل، علينا أن ندير أمورنا بأنفسنا». واعتبر آرون كينير العاطل من العمل «أعتقد أن الأمر سيولّد ضغوطاً للجميع»، مضيفاً «لكنّي آمل أنه في نهاية المطاف سنبقى كلنا متّحدين وسنتدبر أمورنا». لكن كيرك هيوز الذي يعمل في قطاع المعلوماتية أبدى «بعض التوتر»، وتوقّع أن «تمتد المرحلة الانتقالية لأسابيع».

يوم حزين

ومنذ استفتاء 23 يونيو 2016 الذي فاز به مؤيدو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي بـ51.9 في المئة تعاقب على حكم المملكة المتحدة ثلاثة رؤساء وزراء وسجلت نقاشات برلمانية عاصفة وطويلة فيما أرجئ موعد الانسحاب ثلاث مرات. وبسبب هذه العملية الشاقة، لم تنجز المفاوضات الصعبة للتوصل إلى اتفاق للتبادل الحر بين لندن وبروكسل إلا عشية عيد الميلاد. وعلى الرغم من إقرار النواب البريطانيين النص، أول من أمس، إلا أن النواب الأوروبيين لن يقروه إلا في الربع الأول من العام الجاري ما يتطلب راهناً تطبيقاً مؤقتاً.

وعلّق وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون في تصريح لشبكة «ال سي اي» الفرنسية «إنه بلد يغادر الاتحاد الأوروبي للمرة الأولى منذ أكثر 45 عاماً من العيش المشترك لكن يجب التطلّع إلى المستقبل على الرغم من هذا اليوم الحزين».

انتصار لجونسون

وشكل إبرام الاتفاق ومصادقة البرلمان البريطاني عليه انتصاراً لرئيس الوزراء بوريس جونسون الذي فاز في الانتخابات بعدما وعد بإنجاز «بريكست»، إلا أنه يواجه صعوبات كبيرة منذ انتشار «كورونا». ويأتي ذلك في توقيت شارفت فيه المستشفيات البريطانية على بلوغ قدرتها الاستيعابية القصوى مع استمرار ارتفاع الإصابات بالوباء. وتشمل إجراءات الحجر الجديدة جزءاً كبيراً من السكان ما يغرق البلاد في أسوأ أزمة لها منذ 300 عام.

وفضلاً عن الجائحة، تواجه حكومة جونسون تحديات هائلة أخرى، إذ ستخسر قريباً حليفاً كبيراً مع انتهاء ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو مؤيد كبير لبريكست ليحل محله الديمقراطي جو بايدن الأكثر قرباً من الاتحاد الأوروبي.

Email