قوبل الهجوم الحوثي على الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية الذي أفضى إلى استشهاد عسكريين بحرينيين، بإدانة عربية ودولية واسعة.

وكانت المنامة، أعلنت، أول من أمس، أن عسكريين بحرينيين استشهدا في هجوم شنته طائرات حوثية مسيّرة، وذلك في أعقاب إعلان قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده السعودية، استشهاد ضابط وجندي، إضافة إلى سقوط عدد من الجرحى من قوات دفاع البحرين.

وأدان الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، استمرار الهجمات الحوثية «الغادرة»، على الرغم من التزام الحكومة اليمنية الشرعية الهدنة، ووقف إطلاق النار.

ونعى أبو الغيط في بيان، العسكريين البحريين اللذين كانا يشاركان ضمن قوات التحالف العربي، واستشهدا في الهجوم الحوثي، راجياً الشفاء العاجل للجرحى.

وحمل أبو الغيط «الطرف الحوثي الذي يُمعن في رفض كل نداءات السلام، ويُصر على مواصلة نهج العنف والتخريب، مسؤولية استمرار معاناة اليمنيين».

تضامن سعودي

من جهتها، أعربت وزارة الخارجية السعودية، في بيان أوردته وكالة «واس»، عن «إدانة واستنكار المملكة العربية السعودية الهجوم الغادر الذي تعرضت له قوة دفاع مملكة البحرين الشقيقة المرابطة على الحدود الجنوبية للمملكة، والذي أسفر عن استشهاد عدد من جنودها البواسل وإصابة آخرين».

وعبرت السعودية «عن خالص تعازيها لقيادة وشعب مملكة البحرين»، مؤكدة وقوفها وتضامنها التام مع مملكة البحرين.

كما جددت السعودية، في البيان، موقفها الداعي إلى «وقف استمرار تدفق الأسلحة لميليشيا الحوثي الإرهابية ومنع تصديرها للداخل اليمني، مع ضمان عدم انتهاكها قرارات الأمم المتحدة».

ويأتي الاعتداء بعد أيام قليلة من مباحثات في الرياض مع مسؤولين حوثيين وصفها الطرفان بـ«الإيجابية».

أعمال استفزازية

من ناحيتها، أدانت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي، «الهجوم الحوثي بطائرات مسيّرة»، وأكد أمين عام المنظمة، حسين إبراهيم طه، أن «هذه الأعمال الاستفزازية لا تنسجم مع الجهود الإيجابية المبذولة سعياً لإنهاء الأزمة في اليمن».

ووفقاً للأمم المتحدة، تسبب النزاع في اليمن بمقتل وإصابة مئات الآلاف، ضمن أزمة إنسانية تعد الأسوأ في العالم.

يشار إلى أن اليمن شهد هدوءاً نسبياً منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في أبريل 2022 تحت رعاية الأمم المتحدة، على الرغم من عدم تمديدها رسمياً عند انتهاء مدتها في أكتوبر من العام نفسه.

قلق

إلى ذلك، أدان المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، الهجوم، وقدم تعازيه لمملكة البحرين وتمنى الشفاء العاجل للجرحى. كما أعرب غروندبيرغ عن قلقه إزاء استمرار التوترات العسكرية على الحدود اليمنية، على عدة جبهات في اليمن خلال الأشهر الماضية، ما أسفر عن سقوط ضحايا وخسائر في الأرواح بين المدنيين.

وقال: «إن أي تجدد للتصعيد العسكري الهجومي يمكن أن يجر اليمن مجدداً إلى دائرة من العنف وأن يقوض جهود السلام الجارية». ونبّه غروندبيرغ أن استمرار اندلاع القتال يبرهن على هشاشة الوضع في اليمن.

وأضاف: «تواصلنا مع الجميع للحث على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس في هذا الوقت الحرج، واستخدام الحوار لحل الخلافات ولتخفيف التوترات العسكرية». وحذر غروندبيرغ من أن «بناء الحد الأدنى من الثقة المطلوب للحوار البنّاء يتطلب جهداً كبيراً، لكن تسهل خسارته».

خطوات حاسمة

 وشدد على الحاجة إلى اتخاذ خطوات حاسمة نحو وقف إطلاق نار مستدام في جميع أنحاء البلاد واستئناف عملية سياسية جامعة لإنهاء النزاع.

من جهتها، أدانت سفارة الولايات المتحدة لدى اليمن بشدة، الهجوم الحوثي الذي وقع على الحدود السعودية اليمنية، وأسفر عن استشهاد اثنين من عناصر قوة دفاع البحرين، وإصابة آخرين.