الإمارات: الحل السياسي سبيل تجاوز الأزمة السورية

أميرة الحفيتي خلال جلسة سابقة في مجلس الأمن | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت دولة الإمارات أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة السورية، وأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية هي نقطة البداية وخطوة مهمة في مسار السلام بقيادة عربية وبتنسيق وثيق مع المبعوث الخاص والأمم المتحدة.

جاء ذلك خلال بيان لوفـد الإمارات في مجلس الأمن، ألقته أميرة الحفيتي، نائب المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، بشأن البند المعنون «الأوضاع الإنسانية والسياسية في الجمهورية العربية السورية»، نشرته بعثة الدولة لدى الأمم المتحدة، على موقعها الإلكتروني.

وقالت أميرة الحفيتي، «شهدنا خلال الأسابيع الماضية خطوات هامة قامت بها الدول العربية في سبيل إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق جراء الأزمة التي طال أمدها، منها: عودة الجمهورية العربية السورية إلى مقعدها في جامعة الدول العربية، بناءً على ما تم الاتفاق عليه في اجتماعات جدة وعمَّان.

وعلى إِثر ذلك، شاركت سوريا في القمة العربية التي عقدت أخيراً في المملكة العربية السعودية وسادتها أجواء التفاؤل بشأن تعزيز التعاون والعمل العربي المشترك لمعالجة أزمات المنطقة، ومنها الأزمة السورية».

الحل السياسي

وأضافت أميرة الحفيتي في بيان الدولة، «كما جاءت هذه الجهود اتساقاً مع المصلحة العربية المشتركة والعلاقات الأخوية التي تجمع بين الشعب السوري بكافة الشعوب العربية. ونؤكد هنا على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة السورية وأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية هي نقطة البداية وخطوة هامة في مسار السلام بقيادة عربية وبتنسيق وثيق مع المبعوث الخاص والأمم المتحدة».

وأكد بيان الدولة في مجلس الأمن أن هنالك تطورات على المسار السياسي تلوح في الأفق وتبعث الأمل بإحراز تقدم، وقالت الحفيتي، «ولأول مرة في تاريخ هذه الحرب المدمرة، التي عصفت ويلاتها بسوريا، تلوح في الأفق تطورات على المسار السياسي تبعث على الأمل بإحراز تقدمٍ فيه.

وذلك نتيجة لأخذ الدول العربية بزمام المبادرة، الأمر الذي يقتضي من كافة الجهات الفاعلة دعم هذه الجهود وتعزيزها بنهجٍ واقعيٍ يهدف بالدرجة الأولى لإنهاء الحرب وإحلال السلام ومعالجة تداعياتها الإنسانية والأمنية والسياسية على سوريا والمنطقة والعالم. كما نأمل أن تسهم مختلف هذه الجهود الإقليمية والدولية، في إرساء الأمن والاستقرار في سوريا، وبما يحفظ استقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها».

وأكدت الحفيتي أنه: في سياق تطلعنا إلى مستقبل أفضل لسوريا، على ضرورة الاستمرار في إحراز تقدمٍ ضد تنظيم داعش الإرهابي، خاصة في ظل انخفاض وتيرة هجماته خلال الأشهر الماضية، فهذا التنظيم لن يتوقف عن سعيه للاستيلاء على الأراضي ونشر العنف والأفكار المتطرفة، ليس فقط في سوريا وإنما في المنطقة برمتها.

ملف إنساني

وبشأن الملف الإنساني، قالت نائب المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، «علينا أن ندرك حين نناقش الأزمة الإنسانية أنها متجذرة على نحوٍ يتطلب حلولاً مستدامة لمعالجتها. ورغم الجهود الدولية، إلا أن مستوى الاحتياجات على الأرض يفوق بكثير حجم المساعدات، فوفقاً لمكتب أوتشا، يعيش اليوم أكثر من تسعين بالمئة من السكان تحت خط الفقر.

ولهذا، نؤكد مجدداً على ضرورة التركيز على مشاريع الإنعاش المبكر وإعادة إعمار البنية التحتية وتأهيل المرافق العامة، مع بحث السبل لإنعاش الاقتصاد.

ونرحب هنا بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية للتخفيف من حدة الأوضاع الإنسانية والتي تشمل تمديد إيصال المساعدات عبر معبري الراعي وباب السلام لمدة ثلاثة أشهر إضافية استجابة للاحتياجات المتزايدة جراء الزلزال».

إيصال المساعدات

وأضافت أميرة الحفيتي: «أما بالنسبة للمساعدات عبر الخطوط، فنعرب، مرة أخرى، عن بالغ قلقنا إزاء عدم مرور أي قافلة لشمال غرب سوريا منذ حدوث هذه الكارثة، بسبب عرقلة الجماعات الإرهابية لهذه المساعدات. ونواصل التأكيد على ضرورة ضمان وصولها إلى كافة المناطق في سوريا، دون عوائق، وبما يتماشى مع القانون الدولي الإنساني وقرار مجلس الأمن 2672».

كما أكدت الحفيتي، إلى تطلع الإمارات إلى تمديد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود إلى سوريا في يوليو المقبل، حيث لا تزال هذه الآلية جوهرية وشريان الحياة لملايين السوريين. وأكدت في ختام البيان على تطلع اللاجئين السوريين للعيش بكرامة وأمان، بعد الظروف الصعبة التي مروا بها، الأمر الذي يقتضي بحث السبل المتاحة لتسهيل عودتهم الطوعية إلى موطنهم.

Email