أبو شهاب خلال جلسة مجلس الأمن| من المصدر

الإمارات تدعو لمسار سياسي يمهد لتحقيق «حل الدولتين»

أكدت دولة الإمارات أن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، تنذر بالمزيد من التداعيات المقلقة، ما يقتضي إحراز تقدم ملحوظ نحو إعادة التهدئة، وخلق مسار سياسي واضح، يمهد الطريق نحو إنهاء هذا الصراع، وتحقيق حل الدولتين.

وفي بيان بمجلس الأمن، ألقاه سعادة السفير محمد أبوشهاب نائب المندوبة الدائمة للدولة في الأمم المتحدة، لفتت الإمارات إلى أن اجتماع المجلس، يأتي في شهر شهد تطورات خطيرة في الأرض الفلسطينية المحتلة، لتشتد بذلك حالة التصعيد التي بدأت منذ مطلع هذا العام، رغم الاجتماعات العديدة للمجلس، ونداءات المجتمع الدولي المتكررة لوقف الإجراءات أحادية الجانب.

وجاء في البيان المنشور على موقع البعثة الدائمة، أن «علينا الإقرار بأن الخطوات الاستفزازية المتلاحقة، تدفع باتجاه تصعيد مستمر، لم ولن تصب نتائجه في مصلحة أي طرف، والأحداث التي شهدها قطاع غزة وإسرائيل هذا الشهر تؤكد ذلك.

ولهذا، لا بد أن نشهد التزاماً واضحاً بوقف جميع الأعمال العدائية والتدابير غير الشرعية، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس، لتفادي الانجرار إلى مستويات غير مسبوقة من العنف والمواجهات واسعة النطاق».

غارات واقتحامات

وأدان البيان الغارات الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في قطاع غزة، وأسفرت عن مقتل وجرح مدنيين، من بينهم أطفال ونساء. كما أدان الخطابات التحريضية التي تعالت في مسيرة الأعلام، وأيضاً الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى المبارك من قبل متطرفين وأعضاء في الكنسيت، وأحد أعضاء الحكومة الإسرائيلية، وآخرها اقتحام يوم الأحد الماضي من قبل الوزير بن غفير.

أشار البيان إلى أن هذه الاستفزازات – التي تسببت باشتباكات بعد أيام قليلة من التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة – توضِح مدى هشاشة الأوضاع ومستويات الاحتقان الراهنة.

وجددت الإمارات موقفها الداعي إلى توفير الحماية الكاملة للمسجد الأقصى، واحترام دور المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية المقدسات والأوقاف في مدينة القدس، بموجب القانون الدولي، وشددت على الحاجة الملحة لرفض خطابات الكراهية والعنف، لا سيما في مناطق يشوبها التوتر.

وأكدت كذلك على الدور الهام الذي تضطلع به جهود الوساطة الإقليمية والدولية لاحتواء الأوضاع والدفع باتجاه السلام، وآخرها المساعي الحثيثة التي بذلتها مصر، للتوصل إلى وقف إطلاق النار، واستعادة التهدئة في غزة، وحقن دماء المدنيين.

وقف النار

وشدد بيان الدولة على ضرورة أن يواصل المجتمع الدولي العمل خلال الفترة المقبلة، للحفاظ على وقف إطلاق النار الهش، وتثبيتهِ بشكل مستدام، مع استكشاف مسارات جديدة لتهيئة بيئة مؤاتية للسلام، وخلق أفُق سياسي يعيد الأطراف إلى طاولة المفاوضات، مع أهمية البناء على اجتماعات العقبة وشرم الشيخ، وعدم التفريط بما حققتهُ من تقدمٍ في مسار المحادثات.

الأوضاع الإنسانية

وإذ أكد أن الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في الأرض الفلسطينية المحتلة، تظل موضع قلق بالغ، خاصة في غزة، حيث لا يتحمل الوضع مزيداً من التصعيد، في ظل المستويات العالية من الفقر والبطالة، فقد رحب البيان باجتماع لجنة تنسيق مساعدات الدول المانحة هذا الشهر، لمناقشة التحديات المتعلقة بتحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب الفلسطيني وسبل معالجته.

وشدد على أن تحسين الظروف المعيشية في الأرض الفلسطينية المحتلة، تقتضي بالدرجة الأولى وقف الأنشطة الاستيطانية المستمرة، وعمليات الهدم والتهجير، والقيود المفروضة على حركة السكان والبضائع.

والتي تشكل جميعها انتهاكات للقانون الدولي، وتُفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية. كما أدان قرار الحكومة الإسرائيلية مؤخراً بالسماح بإنشاء وجود دائم في أحد البؤر الاستيطانية في شمالي الضفة الغربية، وأي محاولاتٍ لشرعنة هذه البؤر.

وختم أبو شهاب بالتأكيد على ما جاء في البيان الختامي للقمة العربية في مدينة جدة الأسبوع الماضي، بضرورة تكثيف الجهود للتوصل إلى تسوية شاملة وعادلة للقضية الفلسطينية، وفقاً للمرجعيات الدولية المتفق عليها، وعلى رأسها مبادرة السلام العربية، والقرارات الدولية ذات الصلة، إذ يستحق الشعب الفلسطيني الشقيق العيش بأمن وسلام وكرامة.

الأكثر مشاركة