الإمارات تتضامن مع إيطاليا وتعزي في ضحايا الفيضانات

منظر جوي لمنطقة إميليا رومانيا شمالي إيطاليا بعدما غمرتها الفيضانات | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعربت دولة الإمارات عن خالص تعازيها وتضامنها مع الجمهورية الإيطالية في ضحايا الأمطار الغزيرة والفيضانات في إقليم إميليا رومانيا الواقع وسط البلاد، التي خلّفت العديد من القتلى والجرحى، وألحقت أضراراً جسيمة.

وأعربت وزارة الخارجية والتعاون الدولي في بيان، عن خالص تعازيها ومواساتها للحكومة الإيطالية، وللشعب الإيطالي الصديق، ولأسر الضحايا، متمنيةً الشفاء العاجل لجميع المصابين.

أضرار كارثية

وتفصيلاً، لا تزال المنطقة الغنية، إميليا رومانيا (بستان إيطاليا)، تحصي، منذ يومين، الأضرار الجسيمة التي تسببت بها فيضانات اتسمت بشدتها النادرة، عدتها السلطات المحلية، مؤشراً على تحول مناخ البحر الأبيض المتوسط إلى «استوائي»، بعدما فاض نهر «لاموني» عن ضفافه.

حيث تسببت فيضانات عارمة، أعقبت يومين من هطول أمطار غزيرة على مساحة واسعة شمالي إيطاليا، في مقتل 11 شخصاً على الأقل، بحسب أحدث حصيلة معلنة، وهدمت آلاف المنازل، وتسببت في أضرار كارثية، بينما اضطر أكثر من 10 آلاف شخص إلى مغادرة منازلهم.

وقال مسؤولون، إنه بسبب الأمطار الاستثنائية منذ بداية الأسبوع، فاضت مياه 21 من أصل 23 نهراً في المنطقة على ضفافها، التي يبلغ عدد سكانها 4.5 ملايين نسمة، التي تشتهر بالسياح في مدنها التاريخية، مثل: بارما، ورافينا، ما أثر على 37 بلدية. كما سجلت السلطات 250 انهياراً أرضياً.

وأفاد الدفاع المدني بانقطاع الكهرباء عن حوالي 50 ألف شخص، فيما تعطلت شبكة الهاتف المحمول لنحو 100 ألف شخص، وشلت حركة السكك الحديدية الإقليمية في إميليا رومانيا بالكامل، في حين غمرت المياه عدداً لا يحصى من الطرق. وذكرت خدمة الإطفاء الإيطالية أنها نشرت 400 من رجال الإطفاء.

خسائر بالمليارات

وضرب إميليا رومانيا، فيضاناً حقيقياً في الأيام القليلة الماضية، حيث غمرت المياه مناطق زراعية ضخمة، دمرت حقول الحبوب، وأسواق البساتين، وعلف الماشية.

كما جرفت الفيضانات الموحلة قرى بأكملها، فيما انهارت جسور و400 طريق، إذ تفيد الإحصاءات الرسمية، بأنه سقط في ساعات قليلة ما يعادل كمية أمطار 6 شهور.

وتقدر الخسائر بمليارات اليوروهات، يضاف إليها ما يقدر بملياري يورو بعد الفيضانات التي ضربت المنطقة ذاتها بداية مايو الجاري.

وتصل الأضرار في قطاع الفاكهة وحده إلى 1.2 مليار يورو، وفقاً لاتحاد الزراعة «كولديريتي»، الذي أفاد أمس، بأن «خمسة آلاف مزرعة باتت غارقة في المياه»، منوّهاً إلى «مشاتل وحظائر غرقت حيواناتها، إضافة إلى عشرات آلاف الهكتارات من الكروم، وأخرى مزروعة بالكيوي، والتفاح، والخضراوات، والحبوب».

إخلاء فوري

وانضمت القوات المسلحة الإيطالية، وخفر السواحل إلى جهود الطوارئ، فيما نشرت مروحيات، وقوارب مطاط؛ للوصول إلى المنازل المحاصرة بالمياه. وظل 26 ألف شخص دون كهرباء أمس. بينما أصدرت سلطات رافينا الإيطالية أوامر إخلاء فورية لثلاث قرى مهددة بفيضانات. وتوجهت حافلات؛ للمساعدة في إجلاء الأهالي من فيلانوفا دي رافينا، وفيليتو ورونكالتشيتشي.

وقال رئيس بلدية رافينيا، ميشيل دي باسكال، إن سكان بعض البلدات، التي تم إجلاؤها، يمكنهم العودة إلى منازلهم، بينما يتعين على البعض الآخر إخلاء منازلهم؛ بسبب السدود المهددة بالانهيار. وقارن رئيس منطقة إميليا رومانيا، ستيفانو بوناتشاني، حجم وتداعيات الكارثة، بالزلزال الذي ضرب المنطقة في 20 مايو 2012، ما تسبب بأضرار مادية، قدرت حينها بأكثر من 10 مليارات يورو.

من ناحيته، صرح خبير الأرصاد في القوات الجوية، باولو كابيتزي، لوكالة «فرانس برس»: «علينا التعوّد على ذلك في المستقبل؛ لأنه لسوء الحظ، في السنوات الأخيرة كثيراً ما تنهمر هذه الأمطار الغزيرة». وأضاف إنه لا يمكن إلقاء اللوم مباشرة على ظاهرة الاحتباس الحراري، لكن «التكرار المتزايد باستمرار لهذه الظاهرة يمكن أن يكون بوضوح نتيجة للتغير المناخي المستمر».

Email