سوريا تحضر اجتماعاً لجامعة الدول العربية للمرة الأولى منذ 2011

الإمارات: حريصون على تعزيز التكامل الاقتصادي العربي

عبد الله بن طوق المري مترئساً وفد الإمارات المشارك في اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي بالرياض | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

ترأس معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، وفد الدولة المشارك في اجتماع الدورة العادية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي، الذي عقد أمس، على المستوى الوزاري في الرياض، وهو الاجتماع التحضيري للدورة الـ32 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، المقرر عقدها في المملكة العربية السعودية في 19 مايو الحالي. حيث شارك وفد سوري برئاسة وزير الاقتصاد محمد سامر الخليل في أول مشاركة لسوريا في اجتماعات جامعة الدول العربية بعد قرار تعليق عضويتها قبل أكثر من 11 عاماً، حيث دعا للاستثمار في سوريا في ظل وجود فرص واعدة وقوانين جديدة جاذبة للاستثمار.

وقال معالي عبدالله بن طوق المري: إن دولة الإمارات تضع مسألة تعزيز التعاون العربي المشترك على رأس أولوياتها، تماشياً مع نهج الدولة الراسخ بدعم كافة الجهود الرامية إلى تحقيق مصالح الشعوب العربية وتعزيز استقرارها الاقتصادي والاجتماعي بشكل مستدام، تنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة.

وأضاف: «حريصون على تعزيز أطر التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وتبني سياسات أكثر انفتاحاً ومرونة، من بينها إقامة اتحاد جمركي موحد، يسهم في زيادة الصادرات والواردات، ويدعم تنمية التبادل التجاري العربي، وذلك في إطار منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى، بما يعمل على تحفيز مزيد من الاستثمارات المتبادلة التي ستسهم في خلق آلاف الوظائف الداعمة لنمو واستدامة الاقتصادات العربية».

وقال: «تمتلك الدول العربية أفضلية الموقع الجغرافي الفريد الذي يجعلها في قلب حركة التجارة الدولية وحلقة وصل محورية تربط الشرق بالغرب، وتدعم سلاسل الإمداد العالمية، وهو الأمر الذي أدركته حكومة دولة الإمارات مبكراً وعملت على الاستفادة من هذه الأفضلية في تعزيز مكانتها الاقتصادية إقليمياً ودولياً، وقيادة الجهود الدولية الحثيثة لصياغة ملامح مستقبل التجارة العالمية، وذلك من خلال استضافتها الفعاليات العالمية ذات الصلة، من بينها منتدى الاستثمار العالمي لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية «الأونكتاد»، الذي سيعقد في العاصمة أبوظبي، خلال شهر أكتوبر عام 2023، وسيركز على زيادة الاستثمار في التنمية المستدامة ».

 

العمل المشترك

وأكد معالي عبدالله بن طوق المري أهمية المجلس الاقتصادي والاجتماعي العربي في دعم جهود العمل العربي المشترك وتعزيز مسيرة التنمية المستدامة بين الدول العربية، وذلك من خلال تبنيه لمبادرات وتشريعات مبتكرة تستهدف النمو والرخاء للشعوب العربية كافة، مشيراً إلى أن دولة الإمارات تدعم جميع مخرجات اجتماع المجلس الهادفة إلى الارتقاء بمنظومة العمل الاقتصادي والاجتماعي العربي نحو مستويات أعلى من التنسيق والتعاون البناء.

ولفت إلى أن التحديات التي فرضتها تداعيات المتغيرات الجيوسياسية الراهنة على المشهد الاقتصادي العالمي، وخاصة سلاسل الإمداد ومعدلات التضخم واحتمالات الركود، تحمل فرصاً جديدة لتعزيز التكامل العربي خاصة على الصعيدين الاقتصادي والتجاري إلى مستويات أكثر تقدماً، بما يخدم قدرة الاقتصادات العربية على النمو بشكل مستدام.

وأكد معاليه استعداد دولة الإمارات لتكثيف التعاون وتبادل الخبرات مع الأشقاء العرب لتطوير الجهود المشتركة، وبما يصب في تعزيز مسيرة التنمية العربية في المجالات الاجتماعية والتنموية المختلفة.

 

ترحيب

في مستهل اجتماع أعمال المجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة، قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان، «أنتهز هذه الفرصة أيضاً للترحيب بعودة الجمهورية العربية السورية إلى جامعة الدول العربية متطلعاً للعمل مع الجميع لتحقيق ما نصبو إليه قيادات وشعوباً».

وأكد أن المملكة حريصة على توفير الظروف الملائمة لتحقيق النمو والاستقرار الاقتصادي في المنطقة، وقد عملت على العديد من المبادرات لمواجهة التحديات المستجدة في العالم والمنطقة العربية، ومنها مبادرة الشرق الأوسط الأخضر، ونهج الاقتصاد الدائري الكربوني الذي سيسهم في تحقيق الأهداف الدولية للحد من الانبعاثات الكربونية مع توفير إمدادات الطاقة التي يحتاجها العالم.

وأظهرت مشاهد بثتها قناة الإخبارية السعودية الرسمية من داخل الاجتماع، الوفد السوري الدبلوماسي برئاسة وزير الاقتصاد محمد سامر الخليل يشغل مقعد سوريا للمرة الأولى في اجتماع للجامعة العربية منذ 16 نوفمبر 2011. ودعا وزير الاقتصاد والتجارة الخارجية السوري للاستثمار في سوريا في ظل وجود فرص واعدة وقوانين جديدة جاذبة للاستثمار.

وجاء ذلك في كلمة خلال اجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع لجامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، وأكد أن «سوريا جاهزة للتباحث في سبل التنمية المشتركة الثنائية ومتعددة الأطراف بما يحقق الفائدة لشعوبنا العربية».

وأوضح الخليل أنه «في ظل الظروف الاستثنائية الناتجة عن المتغيرات الدولية التي يمر بها العالم وضمنه الدول العربية غدا موضوع تحقيق الأمن الغذائي حاجة أساسية وملحة ما يتطلب تعزيز العمل العربي المشترك في هذا المجال».

 

التضامن العربي

من جهته، رحب الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في كلمة ألقاها نيابة عنه مساعده حسام زكي، بمشاركة الوفد السوري، داعياً إلى تفعيل «مبدأ التضامن العربي».

وقال أبو الغيط إن «هذه الأجواء من شأنها أن تدفعنا إلى تجديد العهد والعزيمة على تفعيل مبدأ التضامن العربي لتحقيق التكامل الذي بنيت عليه جهود تأسيس جامعة الدول العربية».

Email