أعلنت عزمها تقديم معونات إنسانية عاجلة بقيمة 50 مليون دولار

الإمارات تجدد دعمها لخفض التصعيد وتعزيز الحوار في السودان

ت + ت - الحجم الطبيعي

جددت دولة الإمارات، أمس، دعمها لخفض التصعيد، وتعزيز الحوار، وتكثيف الجهود الإنسانية في السودان، وشددت على ضرورة الوقف الفوري للأعمال العدائية. وأدانت الإجراءات التي أودت بحياة المدنيين والعاملين بمجال الإغاثة الإنسانية والدبلوماسيين، وأعلنت عزمها تقديم معونات إنسانية عاجلة بقيمة 50 مليون دولار.

وأشادت الإمارات، في بيان ألقته السفيرة لانا زكي نسيبة، المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة، بتفاني القادة الإقليميين في تخفيف حدة الأزمة، وشاطرت الآخرين الأمل بأن يواصل فريق الأمم المتحدة الصمود والبقاء بأمان، في ظل الظروف الحالية الصعبة.

وقالت «نضم صوتنا لجميع من أشادوا بالعمل الشاق الذي تقومون به، ونتقدم بخالص التعازي إلى أسر زملائنا بالأمم المتحدة الذين فقدوا حياتهم أثناء العمل». وأضافت «انصب اهتمام بلادي منذ اندلاع النزاع في السودان على نقل رعايا الدولة والدول الأجنبية الأخرى بصورة عاجلة لمناطق آمنة». وتابعت «قمنا حتى الآن بإجلاء رعايا 19 دولة من الخرطوم إلى بورتسودان. وتمكنا بالتعاون مع مصر من تأمين العودة الآمنة للجنود المصريين من السودان».

وزادت «بالرغم من التركيز الحالي على إجلاء الرعايا الأجانب والدبلوماسيين الدوليين، إلا أنه يجب عدم نسيان من بقوا هناك. إذ تولي بلادي أولوية مماثلة للحفاظ على سلامة المدنيين السودانيين». واستطردت «نشعر بالحزن البالغ لوفاة 427 شخصاً فقدوا حياتهم بسبب النزاع. ونتوقع في ضوء نقص المعلومات على الأرض، بأن تكون الأرقام أعلى بكثير».

أهمية

وأكدت لانا نسيبة في البيان، الذي نشرته البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني، أمس، أهمية وقف الأعمال العدائية والحفاظ على اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة، الذي بدأ منتصف ليلة أول من أمس، وقدرت أن الاتفاق، الذي تم بوساطة من الولايات المتحدة، سوف يمهد الطريق أمام إيصال الإغاثة الإنسانية الضرورية. وأضافت «نحن بحاجة لتأكيدات من جميع القوات الموجودة على الأرض أنها تنفذ اتفاق وقف إطلاق النار بشكل كامل، الذي علمنا أنه ما زال يواجه تحديات على الأرض».

وأشادت بالتزام القادة الإقليميين بالعمل على وقف تصعيد الأزمة، وأكدت الحاجة لاستمرار هذا الزخم. «فالبيانات الصادرة الأسبوع الماضي عن الاتحاد الأفريقي ومنظمة «الإيغاد» وجامعة الدول العربية، دعت بشكل حازم لوقف إطلاق النار. كما أن تعاون الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لدعم السودان يقتضي منا جميعاً التركيز على منع امتداد أي تداعيات للنزاع إلى باقي الإقليم». وأضافت «يتعين على مجلس الأمن العمل بصورة تتماشى مع الجهود وتعزيزها، لأن إضفاء الطابع الإقليمي على النزاع لن يؤدي سوى إلى زيادة تدهور الأوضاع».

ونوّهت للوضع الحرج الذي يواجهه ملايين السودانيين. «فالخرطوم أصبحت تحت القصف ولم يعد من الممكن استمرار الحياة هناك. وأمام نقص الطعام والمياه، وانقطاع الكهرباء والاتصالات، لم يجد السكان مخرجاً سوى الفرار والبحث عن بر الأمان». وأكملت «أدى القتال المستمر بلا توقف في مناطق أخرى من البلاد إلى زيادة معدلات النزوح».

عرقلة

وبينت لانا نسيبة أن الأزمة عطلت عمليات الإغاثة التي تلبي احتياجات ما يقرب من 10 ملايين سوداني، وعرقلة الاستجابة لاحتياجات النازحين الجدد، حيث أصبح ما يقرب من ثلث المرافق الطبية خارج نطاق الخدمة، بينما يتعرض الباقي منها للقصف والنهب. «وهذا يوضح الظروف الخطيرة التي وجد الأطباء السودانيون أنفسهم فيها. وأود هنا الإشادة بالجهد البطولي الذي يبذلونه في تأدية عملهم المنقذ للحياة، وأدعو لتقديم كافة الضمانات لحمايتهم أثناء تأديتهم العمل الإنساني المهم».

وأضافت «نعرب عن قلقنا البالغ إزاء التقارير التي أفادت بعدم تمكن الفنيين من الوصول للمختبر الوطني للصحة العامة وتأمين المواد البيولوجية الخطرة، وندعو الأطراف للسماح بدخول منظمة الصحة العالمية ومسؤولي الصحة العامة المحليين لتأمين المواد الخطرة والتأكد من سلامتها».

وتابعت «لم ينج عمال الإغاثة والموظفين الدبلوماسيين من المخاطر الجسيمة، حيث قتل حتى الآن 5 من عمال الإغاثة السودانيين. كما قتل خلال الـ24 ساعة الماضية محمد الغراوي، أحد مسؤولي السفارة المصرية بالخرطوم. إذ نعرب في هذا الصدد عن خالص تعازينا لمصر على هذه الخسارة الفادحة، وإدانتنا القاطعة لمثل هذه الأعمال. كما نواسي عائلات جميع الضحايا الذي سقطوا في السودان».

خطوات ملموسة

وكشفت لانا نسيبة عن اتخاذ الدولة، إدراكاً للأزمة الإنسانية المُلحة في السودان، عدداً من الخطوات الملموسة لتخفيف الوضع الإنساني على الأرض، وتقديم الدعم لكل من يطلبون الإجلاء. وقالت: «كإجراء فوري، ستقدم بلادي معونات إنسانية عاجلة بقيمة خمسين مليون دولار».

وأضافت: «سنستمر في إعطاء الأولوية للأفراد الأكثر تأثراً بالنزاع، خاصة النساء والأطفال والمرضى وكبار السن، وتوفير الرعاية اللازمة للأشخاص الذين تم إجلاؤهم وجاؤوا للدولة».

وأكدت مواصلة المشاركة بفعالية في جهود تهدئة الأوضاع على الأرض والعمل مع الشركاء الآخرين، كالاتحاد الأفريقي، ومنظمة «إيغاد»، وجامعة الدول العربية، واللجنة الرباعية، والاتحاد الأوروبي، ودول الجوار السوداني، في دعم كافة الجهود الرامية لوقف التصعيد وإفساح المجال للحوار.

واختتمت لانا نسيبة كلمتها في التشديد على أن الاستقرار لن يتحقق مع العنف، «فالقتال لن يخلق سوى المزيد من المعاناة غير المحتملة، وسيؤدي لسقوط أعداد أكبر من الضحايا. ولا يمكن تحقيق انتصار عسكري في هذا النزاع لأن الثمن سيكون على حساب المدنيين السودانيين».

Email