الإمارات: الحوار الإقليمي وحسن الجوار أساس السلام في منطقة البحيرات الكبرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الإمارات أن الحوار الإقليمي وعلاقات حُسن الجوار هما ركائز أساسية في معالجة التحديات الأمنية في منطقة البحيرات الكبرى بأفريقيا، مشددةً على ضرورة العمل لمعالجة هذه التحديات، بهدف تحقيق السلام والأمن المستدامين.

جاء ذلك خلال بيان لوفد الدولة في مجلس الأمن، ألقاه سعود راشد المزروعي، المنسق السياسي بالإنابة، الذي أفاد بأن الطريق أمام دول منطقة البحيرات الكبرى في أفريقيا (بوروندي، ورواندا، وأوغندا، والكونغو الديمقراطية، وتنزانيا، وكينيا) في مواجهة التحديات الداخلية والإقليمية، لا يزال طويلاً، على الرغم من الجهود الحثيثة التي تبذلها دول المنطقة في هذا الصدد.

وقال المزروعي: «لا بدّ من بذل المزيد من الجهود لاستعادة علاقات حُسن الجوار، ومعالجة الخلافات بالوسائل السلمية، وتعزيز التعاون بين دول المنطقة لتوطيد السلام والأمن الإقليميين».

اتساق وتكامل

وركز بيان الإمارات الذي نشرته البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة على موقعها الإلكتروني، على ثلاثة جوانب تتعلق بالتطورات في منطقة البحيرات الكبرى: أولاً: مواصلة التركيز على الحوار الإقليمي وعلاقات حُسن الجوار باعتبارهما ركائز أساسية لمعالجة التحديات الأمنية، فيما أشاد المزروعي بالمبادرات الإقليمية المستمرة في هذا الشأن، منها: عمليتا «لواندا» و«نيروبي»، لبحث سُبل توطيد التعاون والعلاقات بين دول المنطقة، وأعرب عن أمله أن يسهم القرار، الصادر عن مؤتمر القمة المصغرة المشتركة للمؤتمر الدولي، المعني بمنطقة البحيرات الكبرى وجماعة شرق أفريقيا، في تعزيز الاتساق والتكامل بين هذه الجهود الإقليمية.

وأكد بيان الدولة الذي ألقاه المزروعي - في سياق إقرار مجلس السلام والأمن، التابع للاتحاد الأفريقي، بأهمية تفعيل إطار العمل المعني بالسلام والأمن على نحو عاجل- أن الإرادة السياسية هي المفتاح لتحقيق ذلك الهدف، مشدداً على أهمية ضمان المشاركة الكاملة، والمتساوية، والهادفة للمرأة، في كافة مسارات الحوار، ومختلف جهود السلام الإقليمية، باعتبارها شرطاً أساسياً للتوصل لأي اتفاقات دائمة.

تهديدات خطيرة

ثانياً: أكد المزروعي ضرورة مواصلة العمل لمعالجة التحديات الأمنية في المنطقة، في مقدمتها أعمال العنف، سعياً لتحقيق السلام والأمن المستدامين، يشمل ذلك التصدي للهجمات المستمرة، التي تشنها الجماعات المسلحة شرقي الكونغو، خاصةً التي تستهدف المدنيين.

وقال المزروعي: «تشكل الجماعات المسلحة تهديدات خطيرة على حياة السكان في جمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة البحيرات الكبرى بأسرها». وأضاف: «يجب على جميع الجماعات المسلحة وقف أعمالها العدائية فوراً، والامتناع عن استهداف المدنيين أو المؤسسات المدنية، وإلقاء أسلحتها دون قيد أو شرط، مع الالتزام بجميع عمليات وقف إطلاق النار في المنطقة».

وزاد المزروعي: «في ظل استمرار الجماعات المسلحة تمويل أعمالها الإجرامية من خلال الاستغلال غير المشروع للموارد الطبيعية، من المهم ألا يحيد تركيزنا عن قطع مصادر التمويل هذه، إذ يسرنا، في هذا السياق، مشاركة المبعوث الخاص والمؤتمر الدولي لمنطقة البحيرات الكبرى في مؤتمر دبي العاشر للمعادن الثمينة، الذي عقد نوفمبر الماضي، وأتاح الفرصة لإجراء نقاشات مهمة وملحة حول تداعيات هذه التجارة غير المشروعة، وسُبل معالجتها، بما في ذلك عبر تعزيز التعاون الإقليمي وبناء قدرات الدول في مجال إدارة الموارد الطبيعية وحمايتها بشكل مستدام، في حال طلبت الدول ذلك».

أزمة إنسانية

ثالثاً: شدد المزروعي على أنه لا يجب إغفال الأزمة الإنسانية في المنطقة، التي تتفاقم، بسبب النزاعات المسلحة، وتغيّر المناخ، لتزداد تعقيداً، لاسيما مع ارتفاع أعداد السكان، الذين أجبروا على ترك منازلهم بحثاً عن الأمن والأمان.

وأوضح المزروعي: «يوجد حوالي 5 ملايين لاجئ، وأكثر من 9 ملايين نازح في المنطقة، منهم: 5.8 ملايين نازح في جمهورية الكونغو الديمقراطية». وأعرب عن تقدير الإمارات للجهود الإنسانية التي تبذلها حكومتا السودان وأوغندا، في التعامل مع هذه الأزمة عبر استضافتها أكبر عدد من اللاجئين. وتابع: «لمنع تفاقم عمليات النزوح وضمان الاستجابة بفاعلية للاحتياجات الإنسانية، نحثّ جميع حاملي السلاح على ضرورة الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، يشمل ذلك حماية المدنيين والعاملين في المجال الإنساني».

أوضاع صحية

وفي ختام بيان وفد الإمارات، أكد المزروعي مواصلة إيلاء الاهتمام للأوضاع الصحية في المنطقة، خاصة أنها عرضة لتفشي أمراض مثل: «الإيبولا»، مشيداً في الوقت ذاته بالجهود الحثيثة التي بذلتها أوغندا لمكافحة هذا الفيروس، حتى نجحت على إثرها في وقف تفشيه في البلاد. وقال المزروعي: «تؤكد دولة الإمارات التزامها بدعم جهود المنطقة والأمم المتحدة وكافة الشركاء الآخرين، من أجل تحقيق السلام في منطقة البحيرات الكبرى، فهذا أقل ما يستحقه شعب المنطقة».

Email