المرر يرأس وفد الدولة إلى اجتماع المجلس الوزاري للجامعة العربية في دورته الـ 159

الإمارات: لا بديل للعرب عن احتضان سوريا وتضميد جراحها

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت دولة الإمارات أن ما أظهرته الدول العربية من تضامن مع الشعب السوري لمواجهة كارثة الزلازل يؤكد أن لا بديل لسوريا عن محيطها العربي، ولا بديل للعرب عن احتضان سوريا وتضميد جراحها، مشددة على أهمية البناء على هذا التضامن للاتفاق على دور عربي فاعل وحاسم للإسهام الجاد في الحل السياسي للأزمة السورية.

وترأس معالي خليفة شاهين المرر وزير دولة وفد الإمارات إلى اجتماع المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية في دورته العادية 159، الذي عقد أول من أمس، في مقر الجامعة.

وعبّر معالي خليفة شاهين المرر في كلمة دولة الإمارات أمام مجلس الجامعة العربية عن التضامن مع الجمهورية العربية السورية، وجمهورية تركيا، وأكد موقف دولة الإمارات في الوقوف إلى جانب البلدين في ظل هذه الظروف الصعبة والمأساة الإنسانية الكبيرة، التي يواجهانها.

وأوضح معاليه أن دولة الإمارات تقوم بواجبها في هذا الصدد، حيث استجابت بشكل فوري مع نداء الواجب الإنساني بعد وقوع الكارثة، ولا تزال، حيث أطلقت عملية «الفارس الشهم2»، وسيرت جسراً جوياً يحمل فرق البحث والإنقاذ ومواد الإغاثة والإيواء والأدوية والعلاج والمستشفيات الميدانية، مبيناً أن عدد الرحلات الجوية ضمن هذه العملية وصل إلى 210 حتى 5 مارس، بالإضافة إلى 12 طائرة من المدينة الإنسانية في دبي، منها 145 طائرة إلى سوريا.

وقال معاليه: «وهنا لا بد من الإشادة بما أظهرته الدول العربية من تضامن مع الشعب السوري الشقيق، مما يؤكد أن لا بديل لسوريا عن محيطها العربي، ولا بديل للعرب عن احتضان سوريا وتضميد جراحها، ونؤكد أهمية إبقاء هذا الزخم من التضامن العربي والاهتمام بالملف السوري، بما يحقق تطلعات الشعب السوري الشقيق، وصولاً إلى عودة سوريا إلى محيطها العربي».

وشدد على «أهمية البناء على التضامن العربي مع سوريا في مواجهة كارثة الزلازل، وانتهاز هذه الفرصة للاتفاق على دور عربي فاعل وحاسم للإسهام الجاد في الحل السياسي للأزمة السورية، ورفض التدخلات الإقليمية في سوريا».

القضية الفلسطينية

وفي ما يتعلق بالقضية الفلسطينية شدد معالي المرر على أن «دولة الإمارات العربية المتحدة تدعم كل الجهود الإقليمية والدولية المبذولة للدفع قدماً بعملية السلام في الشرق الأوسط على أساس حل الدولتين وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وخلق بيئة مناسبة، تتيح العودة إلى مفاوضات جدية تفضي إلى تحقيق سلام عادل وشامل ودائم».

كما شددت كلمة دولة الإمارات على أن «حالة عدم اليقين وازدياد التوتر في المشهد الدولي تضاعف من التحديات غير المسبوقة، التي تواجهها دولنا العربية مما يتطلب تكثيف العمل الجماعي وزيادة وتيرة التنسيق والتعاون والعمل المشترك العربي، والإسراع في حل الأزمات التي تعيشها المنطقة، توخياً لإعادة التفاؤل والأمل إلى الشعوب العربية من أجل مستقبل أفضل، انطلاقاً من تركيز الجهود لدفع أجندة السلام والاستقرار والتنمية والازدهار».

التغير المناخي

وفي ما يتعلق بمواجهة تحديات التغير المناخي، قال معالي المرر: «نتطلع إلى مؤتمر الأطراف المقبل (COP28)، الذي تستضيفه الإمارات في مدينة إكسبو دبي في نوفمبر 2023، والذي بدأت الدولة الاستعداد والتحضير له بنشاط وزخم كبيرين، بإعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2023 عاماً للاستدامة، انطلاقاً من أننا نؤمن بأهمية التعاون الدولي واحتواء الجميع في العمل المناخي، ونعول على النجاح في التوصل إلى الإجماع في سبيل تحويل الأقوال والتعهدات إلى أفعال وإجراءات، ونعمل على أن يكون (COP28) مؤتمراً جامعاً لكل أصحاب المصلحة من حكومات وقطاع خاص وشباب ومنظمات المجتمع المدني لتحقيق الأجندة الدولية للعمل المناخي وتحول الطاقة، وتحقيق تقدم فعلي في مختلف المسارات».

وأضاف معاليه: «دولة الإمارات مصممة على تحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، من خلال الاستراتيجية الوطنية الطموحة، وبناء الشراكات الإقليمية والدولية، ومد جسور التعاون الدولي، انطلاقاً من رؤية قيادة دولة الإمارات التي تعتبر أن العمل المناخي فرصة لتنمية الاقتصاد وتنويعه عبر مختلف القطاعات. ومن هنا نتطلع إلى مشاركة وإسهامات الأشقاء في الدول العربية في إنجاح مؤتمر (COP28) بما يخدم مستقبل استقرار وازدهار المنطقة، والتغلب على التحديات المناخية والبيئية القائمة».

وبخصوص التحديات القائمة في منطقتنا العربية ومواجهتها، أكد معالي المرر على أنه «لا بد من إحداث تقدم في تعزيز الدور العربي في حل الأزمات السياسية العربية والانخراط في مسار يفضي إلى تقوية الصلات العربية البينية، وتعزيز جسور التواصل والعمل المشترك لتجاوز تعقيدات الوضع القائم، وترميم قواعد الأمن العربي المشترك، والتضامن في مواجهة الأزمات الإقليمية وحالة عدم اليقين في مآلات الوضع الجيوسياسي في الساحة الدولية».

وتابع معالي المرر: «إننا في الإمارات العربية المتحدة إذ نركز على نهج تعزيز جسور التواصل واعتماد الحلول السياسية والدبلوماسية في الخلافات بين الدول فإننا نجدد الدعوة لإيران إلى الرد الإيجابي على دعواتنا المتكررة للحل السلمي لقضية الجزر الإماراتية الثلاث المحتلة، طنب الكبرى، وطنب الصغرى، وأبو موسى، من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية».

Email