انطلاق مؤتمر حوار المنامة .. الصراعات الجيوسياسية على رأس الأولويات

ت + ت - الحجم الطبيعي

انطلق أمس مؤتمر حوار المنامة، وسط مشاركة دولية واسعة، فيما شمل اليوم الأول للمؤتمر أربع جلسات.

وخلال جلسة «تأثير النزاعات خارج المنطقة على الوضع الأمني في الشرق الأوسط»، أكد وزير الخارجية البحريني، عبداللطيف بن راشد الزياني، أن الصراعات الخارجية والمنافسة بين الدول الأجنبية، ساهمت إلى حد كبير في تشكيل الشرق الأوسط الحديث، وزيادة التحديات والأزمات التي تعيشها المنطقة، مضيفاً: «نظراً للأهمية الجيواستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط، فإنه من المرجح أن يستمر تركيز القوى الخارجية وتدخلها المباشر في شؤون المنطقة في المستقبل المنظور».

وحذر الزياني، من أن الخلافات بين دول المنطقة يمكن أن تكون بحد ذاتها حافزاً للدول الأجنبية للانخراط في قضايا المنطقة لتعزيز مصالحها الخاصة عبر الدعم المباشر للأطراف المختلفة في الخلافات أو النزاعات الإقليمية، مشيراً إلى أن المؤتمر فرصة للمشاركين للتأكيد على الدور المحوري للحوار السلمي في منع النزاعات وحلها.

وأن منطقة الشرق الأوسط تتأثر بشكل فريد بالعوامل الخارجية التي تنعكس على الشؤون الداخلية للدول وعلى المنطقة بشكل عام. ولفت الزياني، إلى أن ترك تأثير هذه الصراعات الدائرة خارج المنطقة دون موقف حازم، يمكن أن يؤدي إلى مزيد من عدم الاستقرار الإقليمي.

وقد يتسبب في نشوء بيئة مواتية للتهديدات الناشئة مثل الإرهاب والتعصب والتطرف، بما لها من تداعيات على دول المنطقة والجوار الإقليمي. بدوره، قال وزير الخارجية الفنلندي، بيكا هافيستو: «إن الاستقرار في الشرق الأوسط غاية مهمة لنا، مع وجود الكثير من النزاعات غير المحلولة مسببة الآلام لملايين البشر».

حلقة وصل

وفي جلسة أخرى تناولت النزاعات الجيوسياسية، شدد وزير الخارجية الكويتي، الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، على ضرورة إيجاد حلقة الوصل بين تغير المناخ والأمن والازدهار، مضيفاً: «يقودنا ذلك، إلى ما ذكره الأشقاء في المملكة العربية السعودية منذ سنوات عديدة، بأنه لا يمكننا ببساطة التركيز على المناخ على الجانب المناخي وحده، دون النظر إلى كل من أمن الطاقة والازدهار الاقتصادي وفق مقاييس متوازنة بدقة شديدة».

من جهته، أكد وزير الخارجية البريطاني، جيمس كليفرلي، أن المملكة المتحدة ستبقى صديقاً وشريكاً ثابتاً لالتزاماتها بالعلاقات مع منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفقاً للتقاليد العريقة الممتدة بين الطرفين. إلى ذلك، قال نائب وزير الخارجية السعودي، وليد الخريجي، إن آثار النزاعات والتنافس الجيوسياسي لا تقتصر على الدول المتنازعة بل تطال دولاً أخرى في مجالات حيوية كالأمن الاقتصادي، والغذائي، مشدداً على ضرورة تكثيف المساعي لمنع النزاعات، من أجل تحقيق التعافي الاقتصادي.

ثقافة ابتكار

وفي جلسة أخرى بعنوان: «تحديث أساليب الدفاع والتكنولوجيا الجديدة»، قال قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط، الجنرال مايكل كوريلا، إن المسيرات العدائية أصبحت من أكثر العناصر الخطرة على الأمن، ما يتطلب مواجهة عبر ثقافة الابتكار، والتي نبنيها عبر القيادة المركزية والتي تتخطى الذكاء الصناعي وتعزّز الشراكات مع الشرق الأوسط.

وأضاف كوريلا: «الاحتمالات التي تأتي بها ثقافة الابتكار كبيرة، وهي تساعد على ردع التهديدات. أعدائنا يستخدمون تقنيات جديدة، وهو ما يتطلب من شركائنا في الشرق الأوسط التعاون معنا في ثورة الابتكارات». في السياق، لفت كبير مستشاري رئيس أركان الدفاع البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الفريق الجوي، مارتين سامبسون، إلى أهمية تحديث أساليب الدفاع لردع التهديدات الناشئة، مشيراً إلى أن تهديد الإرهاب لم يختفِ.

Email