الإمارات: حماية موارد أفريقيا تعزز مكافحة الإرهاب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعربت دولة الإمارات عن بالغ قلقها إزاء التداعيات الناجمة عن الاستغلال غير الشرعي للثروات والموارد الطبيعية على حياة الشعوب في أفريقيا، والتي من المفترض أن تكون المنتفع الأول من هذه الموارد، إذ تسببت عمليات نهبها من قبل الجماعات المسلحة وشبكات الجريمة المنظمة والجماعات الإرهابية العابرة للحدود في خلق مستويات غير مسبوقة من العنف، وحرمان مجتمعات بأكملها من التمتع بحقوقها الأساسية والشعور بالأمان والرخاء الاقتصادي، لتتحول هذه النعمة إلى نقمة حقيقية.

وألقى معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة، بيان الإمارات خلال مناقشة مجلس الأمن بشأن السلام والأمن في أفريقيا تحت عنوان «تعزيز مكافحة تمويل الجماعات المسلحة والإرهابيين عبر الاتجار غير الشرعي بالموارد الطبيعية».

آثار سلبية

وقال معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، إن الاستغلال غير الشرعي للموارد الطبيعية يعتبر تحدياً ذا تاريخ طويل من الآثار السلبية على السلم والأمن سواء في أفريقيا أو في مناطق أخرى من العالم، فوفقاً للأمم المتحدة، تسبب استغلال الموارد الطبيعية في تأجيج 18 نزاعاً عنيفاً على الأقل منذ عام 1990.

ونحن لا نبالغ حقيقة عند وصف حجم التحدي القائم أمامنا، فالمعضلة لا تقف عند الطابع غير القانوني لاستغلال الموارد الطبيعية، بل تمتد إلى الوسائل الفاسدة والطرق غير المتكافئة التي تتم بها عملية توزيع العائدات، والتي تؤثر سلباً على نمو المجتمعات وجهود تنميتها. كما أصبح الاستغلال غير الشرعي للموارد الطبيعية بمثابة شريان يغذي أنشطة الجماعات الإرهابية والمسلحة التي تستخدم إيرادات هذه الموارد لتمويل عملياتها وبسط سيطرتها على حساب الشعوب والدول التي من المفترض أن تكون المستفيد من هذه الموارد.

ونوه معاليه إلى استمرار ظهور مؤشرات، في أرجاء أفريقيا وخارجها، تدل على قيام الجماعات الإرهابية العابرة للحدود بتنويع مصادر إيراداتها عبر المشاركة في عمليات الاستغلال غير الشرعي للموارد الطبيعية وتهريبها، مستغلة في ذلك عدم وجود تصورٍ كافٍ لدى المجتمع الدولي حول الصلة المتنامية بين الاستخدام غير الشرعي للموارد الطبيعية وتمويل الإرهاب.

وأكد معاليه على الحاجة الماسة لبناء قدرات الدول في مجال الإدارة المستدامة لمواردها الطبيعية، وذلك بناءً على طلب من هذه الدول ومع الاحترام الكامل لسيادتها.

وأردف معاليه: مع تأكيدنا مجدداً على الحاجة إلى توطيد التعاون بين الدول، نشدد على ضرورة تطوير استجابة جماعية أقوى لهذا التهديد، وهي ذات الدعوة التي وجهها مجلس الأمن في قراره رقم 2482، والذي أكد على الصلة القائمة بين الجريمة المنظمة والإرهاب، وأقَرَ كذلك بالمكاسب التي تحققها الجماعات الإرهابية عبر الجريمة المنظمة.

وبدورها، ستواصل دولة الإمارات العمل مع شركائها الأفارقة لمواجهة الجماعات الإرهابية والشبكات الإجرامية، ومنها تلك التي تقوم بتهريب الأسلحة بين منطقتينا وتساعد جماعات إرهابية، مثل حركة الشباب وميليشيات الحوثي، على بناء ترسانة أسلحة فتاكة.

تضامن مع اليابان

إلى ذلك، أكدت دولة الإمارات انضمامها إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في الإعراب عن الإدانة الشديدة لإطلاق جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية صاروخاً باليستياً متوسط المدى الثلاثاء الماضي، الذي حلق فوق الأراضي اليابانية لأول مرة منذ خمس سنوات، إذ يشكل هذا التصعيد الخطير تهديداً صارخاً على حياة المدنيين وحركة الملاحة الجوية والبحرية.

كما أعربت عن دعمها الكامل لليابان وشعبها. وقالت معالي لانا نسيبة، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة، خلال اجتماع مجلس الأمن حول عدم الانتشار- كوريا الشمالية: «يعد الإطلاق الأخير للصاروخ الباليستي جزءاً من السلوك المتهور وغير المسؤول المستمر من جانب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية التي استأنفت تجاربها الصاروخية منذ سبتمبر 2021، في مخالفة صريحة للعديد من قرارات مجلس الأمن».

 
Email