الإمارات تؤكد سعيها لتعزيز قيم التسامح والتعايش وحرية العقيدة

قادة وزعماء الأديان يعتمدون وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت دولة الإمارات، سعيها لتعزيز قيم التسامح والتعايش السلمي، والوسطية الدينية، وحرية العقيدة، والأخوة الإنسانية على المستوى العالمي، منوهة بتجربتها المتميزة في مجال تمكين المرأة والتي تدعمها «أم الإمارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، التي كرست جهودها لدعم المرأة الإماراتية على مدى ما يزيد على نصف قرن.

فيما اعتمد قادة وزعماء الأديان العالمية والتقليدية، المشاركون في المؤتمر السابع لزعماء الأديان، المنعقد في كازاخستان، وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية. وأكدت الإمارات في افتتاح أعمال المؤتمر السابع لزعماء الأديان بكازاخستان والتي ألقتها عفراء الصابري رئيس وفد وزارة التسامح والتعايش المشارك، نيابة عن معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، وتناولت فيها دور الوزارة ومؤسسات المجتمع الإماراتي، في تعزيز هذه القيم الإنسانية الأصيلة، والتي كان لها أبلغ الأثر في ما تعيشه الإمارات من نهضة شاملة.

كما أكدت الإمارات اهتمامها من خلال مواقف وجهود قيادتها الرشيدة وشعبها الكريم، بتعزيز قيم التعايش السلمي، وحرية العقيدة، والأخوة الإنسانية على المستوى العالمي، إضافة إلى شرح التجربة الإماراتية المتميزة في مجال تمكين المرأة، ومدى استفادتها من مناخ التسامح والتعايش والتعاطف والحرية الدينية، الذي يعد من أهم ملامح المجتمع الإماراتي، الذي يضم ما يزيد على 200 جنسية مختلفة، لكي تحقق ما تصبو إليه المرأة الإماراتية من آمال وطموحات لصالح وطنها ومجتمعها، وتحقيق ذاتها في مختلف المجالات.

دور الوسطية

وتطرقت إلى دور القيم الدينية الوسطية التي تتبناها في دعم المكانة المجتمعية والتعليمية للمرأة، مؤكدة أن التجربة الإماراتية في هذا الصدد، تنطلق بأهداف واضحة، إلى الواقع الملموس، الذي تعيشه المرأة الإماراتية حالياً، وهي تجربة تقوم على أسس متنوعة، تأتي في مقدمها القيم الدينية، والتقاليد الإماراتية الأصيلة، وتركز كذلك على أهمية تعليم المرأة، وتعزيز قدراتها، دون أي تفرقة بين الجنسين، لتنطلق إلى تمكين متكامل، تستطيع المرأة من خلاله تحقيق نجاحات كبيرة في مختلف المجالات، ولا شك أن المتابع للشأن الإماراتي، سيكتشف بسهولة، ما تحظى به المرأة الإماراتية من دور مهم، إلى جانب أخيها الرجل، في بناء الوطن، وتعزيز نهضته واستقراره، وتحقيق الرفاهية لكافة أبنائه، بل إنها تسهم بجهود كبيرة في تعزيز القيم الأصيلة القائمة على التسامح والتعاطف وقبول الجميع، واحترام الاختلاف، وهو ما مكنها من أن تحقق أهدافها كاملة.

ونوهت عفراء الصابري، في الكلمة، إلى دور التعاليم والقيم الدينية في تشكيل طبيعة المجتمعات، وقدرتها على التنمية والتطور، ومن هذا المنطلق، حرصت الإمارات كل الحرص، ومنذ تأسيسها على يد الوالد المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، على حرية كاملة لكافة الأديان والطوائف لممارسة شعائرها، دونما تطرف ولا تعصب ولا عنف، ومن هنا، فقد أصبح الدين يمثل طاقة إيجابية في تمكين المرأة، لتحقق النجاح في مختلف المجالات، والدين الرسمي للإمارات، هو الإسلام، وإسلامنا الوسطي، أعطى للمرأة حقوقاً كثيرة، سواء على المستوى الاجتماعي أو الاقتصادي، بل إنه يضع على المرأة مسؤولية كبيرة في صناعة المستقبل، من خلال الحفاظ على استقرار الأسرة، وتربية الأجيال الجديدة، وقالت: «أود هنا أن أشير إلى نقطة مهمة للغاية، وهي أن المرأة في الإمارات، حظيت على الدوام، ولا تزال، بدعم ورعاية من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) التي تبذل جهوداً مباركة، من أجل تعزيز مكانة المرأة الإماراتية في كافة المجالات».

البداية الصحيحة

من جهته، أكد فضيلة الإمام الأكبر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، أن السلام بين الشعوب، فرع عن السلام بين الأديان، وأن «الأخوة الدينية»، هي باعثة «الأخوة الإنسانية العالمية»، وصانعتها، لافتاً إلى أن البداية الصحيحة، تتمثل في بعث هذه الأخوة بين علماء الأديان ورجالها، بوصفهم أقدر الناس على تشخيص العلل والأمراض الخلقية والاجتماعية، وكيفية علاج الأديان لها. وأشار إلى أن توفيق الله تعالى، كان كبيراً في إتمام وثيقة الأخوة الإنسانية، تلكم التي جاءت كأول ميثاق إنساني بين المسيحيِّين والمسلمين في عصرنا الحديث.

في الأثناء، اعتمد قادة وزعماء الأديان العالمية والتقليدية المشاركون في المؤتمر السابع لزعماء الأديان، المنعقد في كازاخستان، تحت عنوان: «دور قادة الأديان في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية، في فترة ما بعد وباء كوفيد 19»، أمس، وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية، التي وقّعها فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية في أبوظبي، في 4 فبراير 2019.

ونص البيان الختامي للمؤتمر - الذي حضره أكثر من 108 زعماء وقادة الأديان من جميع أنحاء العالم - على أهمية وثيقة الأخوة الإنسانية التاريخية، وأنها تسهم في تعزيز السلم والحوار والتفاهم والاحترام المتبادل بين جميع البشر.

لقاء

التقى المستشار محمد عبدالسلام الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، أمس، وفد جمعية نهضة العلماء بجمهورية إندونيسيا برئاسة محجوب معافى رمضان، وذلك على هامش مشاركته في أعمال المؤتمر السابع لزعماء الأديان، في العاصمة الكازاخية نور سلطان. وأعرب عبدالسلام خلال اللقاء عن تقديره لجهود جمعية نهضة العلماء، التي تعد إحدى أكبر الجمعيات الإسلامية في إندونيسيا، والشراكة الفعالة التي تجمعها بمجلس حكماء المسلمين، وجهودها في المجال الدعوي والتعليمي والاجتماعي، مؤكداً أن مجلس حكماء المسلمين يتطلع إلى إطلاق عدد من المبادرات في إندونيسيا بالتعاون مع جمعية نهضة العلماء.

Email