الإمارات في مجلس الأمن: هايتي تمر بمرحلة حرجة

هايتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت الإمارات في بيان أمام مجلس الأمن أن هايتي تمر بمرحلة حرجة، وقالت نائبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة أميرة الحفيتي: «نلتقي اليوم في وقت تَمُرُّ فيه هايتي بمرحلة حرجة، جرّاء تدهور الأوضاع الأمنية وتصاعد عنف العصابات الذي أسفر عن مقتل ما يقارب من مئتي شخص في هايتي خلال شهر واحد، فضلاً عن تعرض النساء والفتيات للعنف الجنسي، مع غياب المساءلة عن هذه الجرائم، كما أصبحت عمليات الاختطاف التي تَطال أيضاً موظفي الأمم المتحدة مصدرَ تمويل رئيساً للعصابات. وقد أدت كافة هذه التحديات إلى تفاقم الحالة الإنسانية الهشة في البلاد، حيث يعاني اليوم أكثر من أربعة ملايين و500 ألف شخص من انعدام الأمن الغذائي الحاد، في الوقت الذي تواصل فيه هايتي التعرض إلى كوارث طبيعية جراء تغير المناخ، والتي بدورها تزيد من الاحتياجات الإنسانية وتعرقل وصول المساعدات الإغاثية».

وأضافت: «من هذا المنطلق، ترحب الإمارات بنتائج التقييم الاستراتيجي للأمين العام، التي نرى أنها ستُثري مناقشاتنا خلال الفترة المقبلة، بينما ننظر في أفضل السبل لتعزيز الدعم الذي يقدمه مكتب الأمم المتحدة المتكامل في هايتي للبلاد، حيث نتطلع إلى المشاركة بشكل بنّاء مع باقي أعضاء المجلس في هذا الصدد. كما نعرب عن خالص امتناننا للسيد مُراد وهبة وفريقه على جهودهم في بلورة صورة أوضح حول الأوضاع في هايتي».

وأشارت إلى ثلاثة مجالات مهمة يجب التركيز عليها، أولها أن «وضع عملية سياسية شاملة بقيادة وطنية أحد أهم السبل لدعم هايتي في مسارها نحو السلام والاستقرار، ونرى أنه يمكن لمكتب بينو أن يسهم في تحقيق هذه الغايات، لا سيما عبر المساعدة في إفساح المجال للحوار الوطني، وكما أكدنا مراراً في هذا المجلس، فإن إحلال سلام مستدام يتطلب مشاركة المرأة بشكل كامل ومتساوٍ وهادف في كافة عمليات صُنع السلام، بما في ذلك عبر مواصلة مكتب بينو العمل مع النساء على المستوى المحلي لوضع توصيات تهدف إلى تعزيز مشاركتهن في الحياة السياسية».

وثانيها أنه «يتعين دعم تدابير مكافحة ومنع الفساد، لتعزيز جهود إعادة الاستقرار والأمن إلى هايتي، على أن تشمل هذه التدابير التصدي لتهريب وانتشار الأسلحة والتحويلات غير المشروعة للأموال، حيث تؤدي هذه الأنشطة إلى زيادة عنف العصابات وتُقَوض الاستقرار في هايتي والمنطقة بأكملها».

وقالت الحفيتي: «نقدر في هذا السياق جهود مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في بناء قدرات هايتي على مكافحة الفساد، عبر إطلاق مبادرات تدعم أمن الحدود، مثل البرنامج العالمي لمراقبة الحاويات، كما ندعم الجهود الجارية لتعزيز التعاون بين هذا المكتب وحكومة هايتي، وكذلك مكتب بينو».

وثالثاً: «لا بُدّ من مواصلة تعزيز وبناء قدرات الشرطة الوطنية في هايتي لتستجيب بفعالية للتحديات الأمنية وتنامي العنف المرتبط بالعصابات، ويشمل ذلك تعزيز وجود قوات الشرطة في مختلف المناطق، وتحسين قدراتها الاستخبارية.

وفي ما يتعلق بالتصدي للارتفاع المستمر في جرائم العنف الجنسي المرتبط بالنزاعات ومحاسبة مرتكبيها، من المهم تعيين ضباط مختصين في مجال توفير الحماية للنساء والفتيات ضمن قوات الشرطة الوطنية، وذلك لتحسين حصول النساء والفتيات على الخدمات الأساسية على نحو مستدام، مع ضرورة الاستمرار في توفير العيادات الطبية المتنقلة وغيرها من التدابير المؤقتة. وينبغي التنويه بأن تحسين فعالية القطاع الأمني في هايتي يتطلب تنفيذ برامج تَحُد من العنف في المجتمعات المحلية، بما في ذلك عبر معالجة الأسباب الجذرية للعنف وتلك التي تسبب فوارق اجتماعية واقتصادية». وختاماً، تؤكد دولة الإمارات تضامنها مع الهايتيين، ودعمها القوي لمكتب بينو، والجهود التي يبذلها لمساعدة هايتي على تحقيق الأمن والاستقرار.

Email