الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك تعقد جلسة تأبين لفقيد الوطن

غوتيريش يدعو العالم لاستلهام التجربة والحكمة من سيرة خليفة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

جدّد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تعازيه لحكومة وشعب دولة الإمارات، في وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه.

ودعا غوتيريش في بيان أمام جلسة تأبين خاصة عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، أمس، في مقرها الرئيسي بنيويورك، المجتمع الدولي لاستلهام التجربة من حكمة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد ومن سيرته وقيادته الحافلة بالمواقف والإنجازات الإنسانية والتنموية والإنسانية المتعددة الأطراف، والتي اُستندت على الأسس التي وضعها الوالد المؤسّس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه.

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى مقولة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد: «والدي هو أستاذي.. أتعلم منه شيئاً كل يوم، وأتبع نهجه وأستوعب منه قيمه والحاجة إلى الصبر والحصافة في كل شيء»، مؤكّداً على أنّ المغفور له الشيخ خليفة تعلم هذه الدروس جيداً. وأضاف غوتيريش: «على هذه الأسس التي وضعها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.. قاد المغفور له الشيخ خليفة الإمارات لنرى اليوم أعظم المدن الكبرى في عالمنا».

واستعرض غوتيريش جانباً من مظاهر التحول الحضاري الذي شهدته دولة الإمارات في مجالات دعم العمل الإنساني العالمي المتعدد الأطراف، والتنمية وتعزيز الاستثمارات والأبحاث في مجال الطاقة المتجددة والعمل المناخي لحماية الكوكب للأجيال القادمة وغيرها، قائلاً: «سوف أتذكر دائماً كرم الشيخ خليفة والشعب الإماراتي تجاه المحتاجين، هذه الزيادة الهائلة في دعمه للعمل الإنساني متعدد الأطراف أسهمت في إنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح، بل وحفزت الآخرين على العطاء أيضاً».

تعزيز شراكة

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، إلى دور المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في تعزيز التنمية المستدامة والعمل المناخي لحماية كوكب الأرض للأجيال القادمة، وما ترتب عليه من تعزيز الاستثمارات والأبحاث في مجال الطاقة المتجددة لتنويع مزيج الطاقة في البلاد وتقليل انبعاثات الكربون، مضيفاً: «لقد أذهلتني زيارتي «نور أبوظبي» أكبر محطة للطاقة الشمسية في موقع واحد في العالم، المتضمنة لأكثر من ثلاثة ملايين لوح شمسي تمتد عبر الصحراء، وهو الأمر الذي اعتبره كان منطقياً ليجعل من مدينة أبوظبي، المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، وهي أول منظمة دولية تركز حصرياً على الطاقة المتجددة وتلعب دوراً حيوياً في دعم البلدان في انتقالها إلى مستقبل الطاقة المستدامة». وأردف غوتيريش: «في وقت الحداد هذا نتذكر نصيحة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد أن الاستعداد للمستقبل القريب أو البعيد يبدأ اليوم وليس غداً»، داعياً المجتمع الدولي إلى تعزيز الشراكة مع دولة الإمارات العربية المتحدة، بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، ولبناء عالم يسوده السلام والازدهار والكرامة للجميع.

شكر

إلى ذلك، أعربت بعثة دولة الإمارات في الأمم المتحدة، عن خالص الامتنان لرئيس الجمعية العامة عبدالله شاهد، على عقد جلسة تأبين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، متقدمة بالشكر للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وكل الدول الأعضاء ورؤساء المجموعات الإقليمية على التعازي الحارة، التي عكست أواصر الصداقة، والتي كان للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد دور استثنائي في ترسيخها.

وأشارت البعثة إلى أن دولة الإمارات تلقت حكومة وشعباً، وبقلوب مؤمنة صابرة وببالغ الحزن والأسى، خبر رحيل القائد والأب المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، قائلة: «لقد رحل فقيد الوطن والأمتين العربية والإسلامية بعد مسيرة مشرفة يملؤها العطاء والتفاني في خدمة الوطن والإنسانية».

وأكدت معالي لانا زكي نسيبة، مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية، المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة أن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، كان قائداً محنكاً ورمزاً للسلام وقدوة للأجيال بتواضعه وإنسانيته، وهو ما يشهد به تاريخ المغفور له الشيخ خليفة بن زايد الغني بالمنجزات المحلية والدولية، التي بدأت قبل توليه مقاليد الحكم في العام 2004، مضيفة: «ففي كل خطوة خطاها حرص قائد مرحلة التمكين على مواصلة نهج الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في بناء دولة الإمارات وقيادة شعبها نحو مستقبل مزدهر، إذ كان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد من أشد المؤمنين بأهمية الاستثمار في بناء الإنسان، ودعم التنمية المستدامة، والتحفيز على الابتكار، إذ قال (وأنا هنا اقتبس): «آمالنا لدولتنا لا سقف لها، وطموحاتنا لمواطنينا لا تحدها حدود».

وأوضحت معاليها أن دولة الإمارات شهدت في عهد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، إنجازات غير مسبوقة في مختلف القطاعات، إذ وصل مسبار الأمل الذي شيد بسواعد إماراتية شابة إلى مدار المريخ، وشهد اقتصاد البلاد انتعاشاً ملموساً، لافتة إلى أن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد دعم الاستثمار في العلوم والتكنولوجيا والابتكار ومجالات الطاقة المتجددة، كما كان للمغفور له الشيخ خليفة بن زايد بصماته في برنامج التمكين السياسي، ومنها إجراء أول انتخابات للمجلس الوطني الاتحادي في العام 2005، والذي تصل نسبة تمثيل المرأة فيه اليوم إلى 50 في المئة.

وأبانت معالي لانا نسيبة أن المرأة الإماراتية تبوأت تحت قيادة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، أرفع المناصب وأصبحت شريكاً فاعلاً في صنع السياسات محلياً ودولياً، لافتة إلى أن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آمن بقدرات الشباب وإمكاناتهم، فجعل الاستثمار في طاقاتهم ومواهبهم ركيزة أساسية في سياسات الدولة.

تسامح

وأضافت معاليها أن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، كان داعياً حقيقياً للسلام، ومؤمناً بمبادئ التسامح والتعايش السلمي، وهو ما تجلى على سبيل المثال في استقبال دولة الإمارات أول زيارة لقداسة البابا فرانسيس إلى شبه الجزيرة العربية، رافقها توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، مشيرة إلى أن المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، لم يتوانَ عن تقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المنكوبة والمتضررة دون أي اعتبارات للعرق أو اللون أو العقيدة، ما تجسد على سبيل المثال في المساعدات التي قدمتها مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وتوجيه مساعدات طبية إلى أكثر من 135 دولة خلال جائحة «كوفيد19».

بصمات

وقالت معاليها: «ومن أبرز البصمات التي تركها المغفور له الشيخ خليفة بن زايد، شبكة واسعة وعميقة من العلاقات الدولية المتينة، لقد كان المغفور له الشيخ خليفة بن زايد مؤمناً بوحدة المصير والعمل متعدد الأطراف، فرسخ في السياسة الخارجية لدولة الإمارات مبادئ حسن الجوار والاحترام المتبادل والالتزام بالقانون الدولي، فضلاً عن مناصرة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد للقضايا الإنسانية العادلة، واتخاذه قرارات تاريخية فتحت آفاقاً جديدة للسلام في منطقة تشوبها التوترات، ولطالما دعا المغفور له الشيخ خليفة بن زايد إلى تغليب الوساطة ولغة الحوار والدبلوماسية لحل الخلافات، إن عزاءنا يكمن بما تركه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان من إنجازات ستبقى إرثاً خالداً وأساساً يرتكز عليه جيل إماراتي متمكن، بينما نكمل مسيرتنا، تحت قيادة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات العربية المتحدة، حفظه الله، وخير من يحمل راية الدولة ويوجه مسيرتنا الطموحة نحو الازدهار والتنمية، بمعاونة إخوانه حكام الإمارات». وكررت معالي لانا نسيبة الإعراب عن خالص الامتنان لكل الدول على مواساة دولة الإمارات في هذا المصاب الجلل، والذي يجسد ما حظي به المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، من محبة واحترام من قبل الجميع.

 

تابع أيضاً:

ـــ الأمم المتحدة تنكس علمها في نيويورك حداداً على خليفة

Email