خليفة الإنسان قائد غيّر مفاهيم العطاء

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

 

«دولة الإمارات سطرت إنجازات عالمية في العطاء، ونسعى لترسيخ قيمة العطاء والبذل إحدى أهم مميزات الشخصية الإماراتية»، بهذه الكلمات الحكيمة أدار المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، دفة الحكم في عهده المتقد بالإنسانية والعطاء، لتصبح الإمارات وطن التسامح والنماء، وقبلة إنسانية يفيض إحسانها للقاصي والداني، وبصمة خير امتدت لأقاصي الأرض من دون تمييز بين عرق ولون، ما جعل من الإمارات إحدى النقاط المضيئة في خريطة العمل الإنساني العالمي.

فمنذ انتخابه في العام 2004، أطلق خطة استراتيجية لتحقيق التنمية والنماء، مرسياً في سنوات عطاء حكمه التي امتدت 18 عاماً العديد من المبادرات والمشاريع التنموية لتعزيز حياة كريمة لأبناء الإمارات والمقيمين على أرضها، كما انتهج سموه سياسات إغاثية وإنمائية دعمت الدول والشعوب المحتاجة، وبروحه المعطاء استجاب ببذل العديد من حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية لتلبية المتضررين والمنكوبين والمهجرين أينما كانوا.

وسعياً لديمومة هذا العطاء، كان مفهوم العمل الإنساني عند القائد الراحل مرتبطاً بالتنمية الشاملة، من خلال الكثير من تلك الأعمال والبرامج، التي استهدفت الإنسان وارتقت به ابتداءاً بالفرد ثم الأسرة والمجتمع، ومن هذا الفكر الراسخ أصدر ، رحمه الله، عام 2007 قانوناً رقم «20» لإنشاء مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، لتصبح إحدى أهم المؤسسات الخيرية على مستوى العالم، مرتكزة على تقديم الدعم في مجالي الصحة والتعليم محلياً وإقليمياً وعالمياً.

كرامة الإنسان أولاً

ولأن كرامة الإنسان كانت همه الأول، وشغف التمكين الذي أرساه عملاً في سبيل توفير العيش الكريم للمواطن والمقيم، لم يدخر المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، أي جهد في تمكين المجتمع الإماراتي بالمشاريع الإنسانية المختلفة من خلال المؤسسة، كالمساعدات العينية للطلبة، ومشروع المير الرمضاني، ومشروع إفطار الصائم، ومشروع ترحيل السجناء، ومشروع صالات متعددة الأغراض، ومشروع إنشاء مركز متخصّص لأصحاب الهمم في المنطقة الشرقية، هذا بالإضافة إلى مشروع مساعدة الطلبة المعسرين، الذي يعد أكبر المشاريع في الساحة الداخلية، ويشمل الطلاب من المراحل الدراسية كافة على مستوى الدولة.

وحرصاً على تخفيف الأعباء المعيشية عن المواطنين وتأمين احتياجاتهم وتوحيد تكلفة الخدمات المقدمة لهم في أرجاء الإمارات، يعد مشروع دعم أسعار بيع الأرز والطحين في الدولة، أحد أهم المشاريع الداخلية التي قامت بها المؤسسة بناء على توجيهات المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، هذا بالإضافة إلى مشروع الخدمات العلاجية بهدف تقديم الخدمات الصحية وعلاج المرضى العاجزين عن تحمل قيمة العلاج وتكاليفه ويتضمن ذلك الأدوية والمعدات الطبية والعمليات الجراحية في المستشفيات والعيادات الحكومية والخاصة.

عطاء عابر للحدود

وخارجياً، تجاوز العطاء الدروب والمسافات والحدود، وعملت مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية جاهدة على دعم مشاريع التعليم المهني في دول المنطقة، وشملت الاحتياجات الصحية المتعلقة بسوء التغذية وحماية الأطفال ورعايتهم، إضافة إلى توفير المياه الآمنة عالمياً، وبتوجيهه، عملت المؤسسة بلا كلل على دعم المجتمعات الفقيرة والمحتاجة، من خلال توفير البنى التحتية الأساسية كالمدارس والمستشفيات والمساكن وغيرها في كثير من الدول المتضررة، وضماناً لديمومة استراتيجيتها دخلت المؤسسة في شراكات مع منظمات عالمية تابعة للأمم المتحدة ومنظمات النفع العام المحلية والعالمية، وأدت دوراً كبيراً في نهضة الكثير من المجتمعات حول العالم وخصوصاً في أوقات الشدة وجهود الإغاثة وتخفيف آثار الفقر.
مشاريع

ونفذت المؤسسة في عهد المغفور له العديد من المشاريع الإنسانية التنموية والصحية والتعليمية في العديد من الدول، إذ أولت المحتاجين في الدول الشقيقة والصديقة، ممن يتعرضون للكوارث، اهتماماً كبيراً وبادرت إلى تقديم العون للمتأثرين من الكوارث الطبيعية، وتنطلق المؤسسة في ذلك من رسالتها الإنسانية ومسؤوليتها تجاه الفقراء والمحتاجين وتحقيقاً لرسالتها ومبادراتها الإنسانية العالمية في تحسين ظروف المحتاجين، ومد جسور متينة من التعاون والعطاء مع الشعوب الشقيقة والصديقة كافة، ولا سيما

تلك التي تعاني وطأة الظروف وشظف العيش، وقد حقّقت المؤسسة، منذ إنشائها، نقلة نوعية في عملها الإنساني والخيري من خلال مشاريعها على المستويين المحلي والخارجي وذلك في فترة زمنية قصيرة جعلتها تحتل مكانة متميزة بين مؤسسات العمل الخيري والإنساني المحلية والدولية.

عطاء شمل القاصي والداني
 
شمل نشاط مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية مختلف أنحاء الدولة وعدداً كبيراً من الدول العربية والإسلامية وقطاعات عريضة من الفئات الفقيرة والمحتاجة من شعوب الدول الشقيقة والصديقة، كما أسهمت المؤسسة في الإغاثة الطارئة وإرسال مواد إغاثية عاجلة للمتضررين من الكوارث الطبيعية في العديد من دول العالم، مثل: بنغلاديش وهاييتي وباكستان والفلبين وأندونيسيا وليبيا وغيرها.

وتنفيذاً لعطائه السامي طيب الله ثراه، أولت المؤسسة اهتماماً خاصاً لمعاناة الشعب الفلسطيني إذ قدّمت مساعدات لدولة فلسطين الشقيقة، نظراً للأوضاع الصعبة التي يعانيها الفلسطينيون بسبب الظروف القاسية التي يعيشونها تحت الاحتلال، وتعدّدت المساعدات التي قدّمتها المؤسسة للفلسطينيين من طرود غذائية إلى مساعدات طبية وتعليمية وإنشائية.

وأخلص فقيد الوطن المغفور له الشيخ خليفة للخير والعطاء وللقيم العربية الأصيلة المشبعة بالشمائل الحضارية والمعاني ‏الإنسانية، صانعاً نهجاً إنسانياً عظيماً، معززاً بحنكته التعاون ‏أساساً للعلاقة بأقطار العالم وشعوبها إذ كانت قيمة التعاون والحوار بين الثقافات عند المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان طيب الله ثراه، تأتي من كون الحوار قيمة إنسانية لكل حضارة وأن العلاقة بين الشعوب والأمم ‏ينبغي أن تقوم على الاحترام المتبادل والصداقة والمحبة والسلام والعطاء في الشدة قبل الرخاء، فالمغفور له الشيخ خليفة بن زايد الذي زرع محبة الإماراتيين في ‏قلوب ووجدان العالم أجمع، وضع بصمته النيرة الخالدة في خريطة العطاء الإنسانية، ليكون الخير نهج أبناء الوطن؟ رحمه الله رحمة واسعة.

Email