تقارير «البيان»: لبنان.. تعبئة وترقب لعبور آمن لاستحقاق 15 الجاري

ت + ت - الحجم الطبيعي

غداة انتهاء الانتخابات اللبنانيّة في بلاد الانتشار، بمرحلتيْها الأولى والثانية، يومَي الجمعة والأحد الماضيين، والتي شملت 58 دولة، يقف لبنان على أعتاب لحظة الفصل في صناديق الاقتراع، يوم الأحد المقبل، والذي يُتوقع أن تتخلّلها منازلات انتخابية شديدة في كثير من الدوائر الانتخابية في بيروت والمناطق. ولم يكن أدلّ على التوهج المحموم في الأيام القليلة المتبقية الفاصلة عن الأحد الانتخابي الكبير، من أن تنبري زعامات الصفّ الأول، وتتزاحم على احتلال واجهات المهرجانات والاحتفالات والمنابر الانتخابية، في عملية تحفيز وتعبئة وشدّ عصب شاملة، يُراد منها حضّ اللبنانيّين على المشاركة بكثافة في الانتخابات ، لئلا تصطدم «حسابات الحواصل» الثابتة بصدمات ومفاجآت غير محسوبة. وقد بات معلوماً أنّ معظم القوى السياسية والحزبية، تتقاسم هاجساً أساسياً مشتركاً، وهو الحضّ للإقبال على الاقتراع.

مؤشرات

وفي ضوء المؤشرات التي أودعت صناديق الاقتراع في سائر أنحاء الانتشار اللبناني، والتي أشارت إلى غلبة الاتجاهات التغييريّة في المزاج العام للمغتربين اللبنانيّين، يترقب اللبنانيّون محطة الحسْم الانتخابية على مستوى الدوائر الـ 15 في لبنان، يوم الأحد المقبل، حيث «أمّ المعارك الانتخابية» على رفع نسبة الاقتراع، ما سيرسم صورة البرلمان الجديد للسنوات الأربع المقبلة.

بعثة إلى بيروت

أمّا على المستوى الخارجي، فكان لافتاً الدخول العربي على خطّ مراقبة حسْن سير الاستحقاق الانتخابي المرتقب، من خلال إعلان جامعة الدول العربية قرارها إيفاد بعثة إلى بيروت، برئاسة الأمين العام المساعد، السفير أحمد رشيد خطابي، لمراقبة الانتخابات ، على أن تقوم البعثة بإصدار «بيان تمهيدي» حول هذه الانتخابات، فور انتهائها من عملية المراقبة.

«حبْس أنفاس»

ووسط أجواء «حبْس الأنفاس» وشدّ العصب الانتخابي، والشحن السياسي والمناطقي، والحملات والاتهامات من فوق السطوح وتحتها، والأعصاب المشدودة في كلّ الدوائر، والمضبوطة كلّها على إيقاع «تكتكة» العدّاد التنازلي للأيام المتبقية من روزنامة التحضير لاستحقاق 15 من الجاري، كانت الساعات الأخيرة شهدت تظاهرة لافتة ونادرة لهذا السِباق، في إطلاق المواقف المتطايرة في فضاء المشهد الداخلي، في حين اتخذت التعبئة التصاعديّة للانتخابات، ذروة شموليّة في مشهد الزعامات السياسية والحزبية، تنخرط بقوة في الإطلالات المتزامنة، وإطلاق المواقف من الاستحقاق، ومن مختلف الملفات، وصبّت كلها في اتجاه دعوة الناخبين إلى الإقبال بكثافة على الاقتراع.

كما ارتفع منسوب مخاوف القوى الحزبية تحديداً، من أن تصطدم بجدار المقاطعة، وإحجام الشريحة الكبرى من الناخبين عن المشاركة في الانتخابات، مع ما يعنيه الأمر، إنْ حصل فعلاً، من خيبة تعادل الفضيحة المدوّية لقوى حزبية، وعدت نفسها وجمهورها بأن تُحدث نقلة نوعية في حضورها وتمثيلها في المجلس النيابي الجديد، ولقوى حزبية أخرى، وعدت بدورها بأن تحافظ على نسبة تمثيلها النيابي بالحجم نفسه، الذي هو عليه في مجلس النواب الحالي.

Email