الدبلوماسية السعودية تعزّز التوجه شرقاً

زيارة رئيس الوزراء التايلاندي للسعودية اليوم تنهي جفوة استمرت 30 عاماً

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع محللون سياسيون واقتصاديون سعوديون على أنه في إطار توجه بوصلة الدبلوماسية السعودية شرقاً فإن زيارة رئيس الوزراء ووزير الدفاع التايلاندي الجنرال برايوت تشان أوتشا، إلى السعودية اليوم، تنهي جفوة سياسية استمرت ثلاثين عاماً على خلفية تورط عناصر أمنية تايلاندية في مقتل دبلوماسيين سعوديين ورجل أعمال سعودي في بانكوك، وارتباط ذلك بجريمة سرقة لمجوهرات ثمينة تقدر بملايين الريالات من قصر الأمير الراحل فيصل بن فهد بن عبدالعزيز.

وقال مصدر برلماني سعودي مطلع إن محادثات ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع رئيس الوزراء ووزير الدفاع التايلاندي الجنرال برايوت تشان أوتشا تهدف إلى تقريب وجهات النظر في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تطوير العلاقات بين البلدين وإعادتها إلى المسار الطبيعي، مشيراً في هذا الصدد إلى أن محادثات اليوم تأتي تتويجاً لمحادثات سابقة أجراها وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، في 13 يناير الجاري، مع وزير الخارجية التايلاندي دون برامودويناي.

 

مصالح حيوية

دبلوماسي تايلاندي قال لـ«البيان» إن التقارب مع المملكة العربية السعودية سيحقق الكثير من المصالح الحيوية لتايلاند والسعودية، مشيراً إلى أن بانكوك مستعدة لتقديم خبراتها في تطوير قطاع السياحة التي اشتهرت بها بلادنا لمصلحة الرؤية الاقتصادية للمملكة 2030.

وأضاف إن تايلاند متطوّرة في مجال السياحة والخدمات العلاجية وكذلك المصرفية، مشيراً كذلك إلى التجربة التايلاندية المتقدمة عالمياً في تطوير المناطق الاقتصادية الحرة، وهي مستعدة لتقديم هذه الخبرة للمملكة.

وأوضح الكاتب الصحافي السعودي د. عبدالله المغلوث إن السعودية تعد سوقاً رئيسة للصادرات التايلاندية في الشرق الأوسط، وجاءت تايلاندا في المرتبة العشرين بين التجار الرئيسين مع المملكة، مشيراً إلى أن العلاقات الاقتصادية مع تايلاند سوف تزيد بيع المنتجات السعودية مثل البتروكيماويات والغاز والنفط. 

 

إعادة الوهج 

وأضاف إن زيارة رئيس الوزراء التايلاندي ينتظر أن تؤدي إلى إعادة الوهج للعلاقات بين البلدَيْن، ويُنتظر التوسع في التبادل التجاري بينهما والاستفادة من الخبرة التايلاندية في السياحة والمدن الصناعية وتنمية الصادرات.

وقال عبدالعزيز بن سعود المتحمي عضو مجلس الشورى السعودي إن توجه بوصلة الدبلوماسية السعودية شرقاً نحو الدول الآسيوية سواء الصين أو باكستان أو الهند أو تايلاند، لا يعني التوقف عن العلاقات مع الغرب، بل يأتي تطبيقاً لاستراتيجية التوازن وتحقيق المصالح الاستراتيجية مع حلفائها في الشرق، واستكمال الشراكات الجيو- استراتيجية سواء في الجوانب الاقتصادية والسياسية والنفطية، بما يحقق الرؤية 2030.

وأضاف إن التحرك السعودي نحو الشرق تقتضيه المصالح العليا ومصالح الأمة العربية والإسلامية، مشيراً إلى أن تايلاند قدمت ما يكفي من خطوات لفتح صفحة جديدة في علاقاتها مع السعودية وتجاوز مرارات الماضي.

Email