«تريندز» ينظم ندوة بعنوان: «مكافحة خطاب الكراهية والتطرف: مداخل جديدة»

ت + ت - الحجم الطبيعي

في أولى ندواته العلمية وأنشطته المعرفية للعام الجاري، نظم مركز تريندز للبحوث والاستشارات ندوة - عن بُعد - تحت عنوان: «مكافحة خطاب الكراهية والتطرف: مداخل جديدة»، أدارها مشاري عتيق الخبير في العلاقات الدولية من المملكة العربية السعودية.

وألقى الكلمة الترحيبية للندوة، محمد السالمي الباحث الرئيس في مركز تريندز، مؤكداً أن الندوة تهدف إلى تحصين الشباب ضد خطاب التطرف والكراهية ونبذ العنف، على المستويين الإقليمي والعالمي، في ظل انتشار خطاب الكراهية والعنف ضد الآخر. وأوضح السالمي أن «تريندز»، أخذ على عاتقه منذ انطلاقته، مكافحة التطرف، وتفكيك خطاب الجماعات الإرهابية، وعلى رأسها جماعة الإخوان، من خلال تحليل علمي ومعرفي رصين ودقيق، هدفه تفكيك مفاهيم وأيديولوجيات هذه التيارات والجماعات المتطرفة، ويطرح التوصيات والحلول الناجعة لمواجهتها، استناداً إلى أسس علمية.

وأجمع المتحدثون في الندوة، على أن العالم الإسلامي يحتاج إلى مشروع فكري تجديدي أصيل للمسلمين، قادر على أن يهضم تحديات العصر وأسئلته، وأن يشتبك مع ثقافات العالم في مشروع علمي ومعرفي حقيقي، قادر على مواجهة خطاب العنف والكراهية بأساليب وطرق عصرية، مشددين على ضرورة إعادة الثقة في المؤسسات الرسمية الدينية، والاهتمام بالنشء والشباب، لتحصينهم من هذه الخطاب الظلامي الهدام.

واستهل نقاشات الندوة، د. أسامة الأزهري مستشار رئيس جمهورية مصر العربية للشؤون الدينية، متحدثاً عن «الجهود المبذولة في مكافحة خطاب التطرف والكراهية: تقييم وتوصيات».

وقال إن خطاب الكراهية والتطرف والإرهاب على مدار الثمانين عاماً الأخيرة، تغذيه وتنميه عدة تيارات، تتجاوز الـ 40 تياراً، وتأتي على رأسها جماعة الإخوان، وما تفرع عن هذه الجماعة من تيارات وجماعات إرهابية ومتطرفة كثيرة، تبنت أفكاراً ظلامية وتكفيرية، وانتشرت في شتى بقاع العالم.

بدوره، تحدث د. عمر حبتور الدرعي، المدير التنفيذي للشؤون الإسلامية في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف في الإمارات، عن آليات واستراتيجيات مكافحة الخطاب المتطرف.

وقال الدرعي إن الدول التي تعمل على مكافحة التطرف والإرهاب، جربت خلال العقدين الأخيرين، مناهج مختلفة وعديدة لمواجهة الفكر المتطرف، وطبقت العديد من برامج مواجهة التطرف والإرهاب، وإعادة التأهيل والدمج، ولكن ما زال التطرف ينمو وينشط، وينتشر في بعض البقاع.

ونوه بأن الخطاب المتطرف، هو ركن أصيل في خطة التطرف، وليس عاملاً ثانوياً، بل وسيلة أساسية للترويج للفكر الأيديولوجي للجماعات المتطرفة، حيث يُعتمد عليه في إثارة الفوضى والفتنة وترويع الآمنين، وهدم الأوطان واختطاف النصوص الدينية.

ومن جانبه، استعرض د. خليفة مبارك الظاهري نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية، في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية بالإمارات، مجموعة من التجارب الملهمة في مكافحة الخطاب المتطرف.

وأوضح أن التطرف يُلقي على عاتق المتخصصين مسؤوليات عميقة، لأن التطرف عملية متداخلة العوالم، ومعقدة وشائكة، ينتج عنها معادلة صناعة التطرف والإرهاب والهدم والدمار، وفي المقابل، تدعو جميع الأديان السماوية إلى السلام والتسامح والتعايش، ولكن الأديان كالطاقة، قد تستخدم للعمارة، وقد تستخدم للتفجير والتدمير.

أما د. سلطان فيصل الرميثي، الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، فقدم مداخلة، هدفت إلى تعزيز قيم التسامح والأخوة الإنسانية، كبديل لخطاب الكراهية، قائلاً إن تحقيق التنمية الشاملة، من أهم أدوات صناعة السلام ومواجهة التطرف.

وشدد على الحاجة إلى مشروع تنموي حقيقي، وهو ما يعتبر رداً في الميدان على خطاب الكراهية والتطرف، مشيراً إلى أهمية دور التعليم والإعلام والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وغيرها في تعزيز قيم التسامح والأخوة الإنسانية.

وفي ختام أعمال الندوة، تقدم د. محمد عبد الله العلي الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، بالشكر والتقدير للمتحدثين في الندوة، على ما قدموه من معلومات قيمة، ونقاشات ثرية وعميقة، عكست الجهود المبذولة في مكافحة خطاب التطرف والكراهية، مثمناً التجارب الملهمة، والتوصيات المهمة، والأطروحات المحورية التي استعرضها المشاركون، لتطويق الخطاب المتطرف، ودحض أيديولوجيات التيارات والجماعات المتطرفة.

Email