الإمارات تستضيف 5 آلاف أفغاني مؤقتاً قبيل توجّههم إلى دول أخرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت الإمارات موافقتها على استضافة خمسة آلاف من المواطنين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان، وذلك قبيل توجههم إلى دول أخرى. وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن الإمارات، وبطلب من الولايات المتحدة ستستضيف المواطنين الأفغان بشكل مؤقت قبل سفرهم إلى دول أخرى.

وسوف يغادر المواطنون الأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى الإمارات من العاصمة كابول خلال الأيام المقبلة على متن طائرات أمريكية.

وتأتي هذه المبادرة الإنسانية بالتزامن مع قيام الإمارات أخيراً، بتسهيل مغادرة عشرات الرحلات الجوية التي تقل مئات المواطنين الأجانب من أفغانستان، بما في ذلك عدد من الدبلوماسيين والموظفين من مختلف الجنسيات والعاملين بالمنظمات غير الحكومية إلى مطارات الدولة. كما قامت الإمارات أيضاً بتسهيل عمليات الإجلاء لنحو 8.500 من الأجانب من أفغانستان، وذلك باستخدام طائراتها وعبر مطاراتها.

وأكد سلطان محمد الشامسي مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي لشؤون التنمية الدولية، أن هذه المبادرة تعد دليلاً على التزام الإمارات بتعزيز التعاون الدولي، خاصة في أوقات الحاجة. وقال في هذا الصدد: «تسعى دولة الإمارات على الدوام إلى الحلول السلمية والمتعددة الأطراف، وتحرص على مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين لدفع الجهود الرامية لمساعدة الشعب الأفغاني خلال هذه الفترة».

من جهته، غرد معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة على حسابه في «تويتر» قائلاً: «تستضيف الإمارات، وبالتعاون مع الولايات المتحدة، 5 آلاف أفغاني في طريقهم إلى دول ثالثة».

وأضاف معاليه: «ومنذ بداية أغسطس سهلت الإمارات عمليات الخروج والإجلاء لنحو 8500 من الأفغان والأجانب عبر مطاراتها، وتستمر الإمارات بمبادراتها الإنسانية لتعكس قيمها الإنسانية الراسخة».

ملاحة مكثفة

وتشارك طائرات من العالم بأسره في جسر جوي يقوم منذ الأحد الماضي بإجلاء دبلوماسيين وأجانب وأفغان من مطار كابول. وأفاد طيار تشيكي عائد من كابول بأنّ الرحلات مع أفغانستان تجري بدون مراقبة جوية حقيقية، وفي غياب إمكان الحصول على إمدادات بالكيروزين في المطار ومع عمليات إقلاع محفوفة بالمخاطر. وأضاف الكومندان إم إم: «وسط حركة ملاحة كثيفة فوق كابول، تحتم علينا الحفاظ على مسافة عن بعضنا البعض في الجو والهبوط الواحد تلو الآخر، كنا نبحث عن موجات تردّد للتواصل في ما بيننا».

وأعلن الدفاع الكندي أنّ طائرتين عسكريتين تمّ ترتيبهما لنقل أقصى عدد ممكن من الركاب، ستقومان برحلات مكوكية من كابول لإعادة كنديين ومقيمين دائمين ومواطنين أفغان.

وأكدت الحكومة المدنية وصول فرقة عسكرية إلى كابول لتنسيق جهود الإجلاء مع الولايات المتحدة وحلفائها. وقال رئيس الوزراء جاستن ترودو: «الآن بعدما عاد المطار تحت سيطرة أمريكية ودولية، صار بإمكاننا إرسال طائرات عسكرية كندية بانتظام لإخراج أشخاص من أفغانستان». ولفت خلال مؤتمر صحافي إلى أن التحدي يكمن في أن الناس يجدون صعوبات هائلة في التوجه إلى المطار.

وأعلنت وزارة الدفاع الإيطالي أنّ 103 أشخاص أقلعوا في طائرة نقل عسكرية من طراز «سي130جي» من كابول، فيما أجلت النمسا اثنين من مواطنيها، بينما يبقى 85 نمساوياً وأفغانياً مقيماً في النمسا عالقين في أفغانستان في انتظار إجلائهم. وقامت طائرة رومانية من طراز «هركيوليز سي-130» بإجلاء أربعة أشخاص، هم روماني وبلغاري وبريطاني وأمريكي من أفغانستان إلى إسلام آباد، ولا يزال 14 رومانياً في المطار بأمان في انتظار إجلائهم.

ووصل 130 شخصاً تم إجلاؤهم من أفغانستان إلى بولندا، فيما لا يزال حوالي مئة على مدرج مطار كابول ينتظرون الرحلة المقبلة، وتم إجلاء كل المواطنين البولنديين الذين اتصلوا بوزارة الخارجية، وحطت رحلة تحمل عشرات الركاب في بولندا تقلُّ أفغاناً تعاملوا مع بولندا وحلفائها، إضافة إلى صحافي بولندي. وغادرت طائرة عسكرية إسبانية ثانية كابول وعلى متنها 110 أشخاص، معظمهم متعاونون أفغان مع السفارة الإسبانية، وعائلاتهم. وأعلن وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس أنه تم إجلاء جميع المواطنين الإسبان. وأكدت سفارة كينيا في بكين أنه تم إجلاء 12 كينياً كانوا يعملون لحساب شركات خاصة إلى بيرمنغهام في المملكة المتحدة. ويعتزم الجيش الألماني إرسال مروحيتين إلى العاصمة كابول لإجلاء ألمان ومتعاونين محليين من أفغانستان.

بدوره، قال مسؤول في حلف شمال الأطلسي إن أكثر من 18 ألفاً نُقلوا جواً من كابول منذ سيطرة حركة طالبان، وتعهد بتكثيف جهود الإجلاء مع زيادة الانتقادات للأسلوب الذي ينتهجه الغرب في التصدي للأزمة. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن آلاف الراغبين في الفرار من البلاد ما زالوا يتوافدون على المطار.

إلى ذلك، أوضح مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، أنّ الولايات المتحدة تركز بشدة على احتمال أن تشن جماعة مثل تنظيم داعش الإرهابي هجوماً أثناء عملية الإجلاء.

من جهته، قال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب إن حكومة بلاده عملت بكل جهد لإجلاء المواطنين والراغبين في المغادرة. وأضاف: «عملت الحكومة بأكملها بلا كلل في الأسبوع الماضي لمساعدة أكبر عدد ممكن من الأشخاص على مغادرة أفغانستان». في السياق، ذكر المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندي، أنه لا يتوقع عدداً كبيراً من اللاجئين من أفغانستان، يصل إلى أوروبا، طالما يتم تزويد هؤلاء الفارين من البلاد بالمساعدة عاجلاً وليس آجلاً.

Email