دراسة لـ«تريندز» تناقش مئة يوم الأولى من حكم بايدن

ت + ت - الحجم الطبيعي

أصدر مركز «تريندز للبحوث والاستشارات» العدد السادس من «سلسلة اتجاهات استراتيجية»، تحت عنوان «اتجاهات السياسة الأمريكية في عهد الرئيس جو بايدن: تفكيك وتحليل الأيام المئة الأولى من حكم الرئيس»، لكل من الدكتور ستيفن بلاكويل، وجاستين بي داير، وجيمس إيه راسل، ويوسي ميكلبيرغ، وتشينج لي.

وتؤكد الدراسة أن إدارة الرئيس بايدن تريد أن تتبنى سياسات تهدف إلى تعزيز تنافسية الولايات المتحدة في مجالات العلوم، والتكنولوجيا، والبحث، والتطوير، والبنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات؛ لأن فقدان التفوق الأمريكي في أيٍّ من هذه المجالات ستكون له عواقب وخيمة. وتشير الدراسة إلى أن بايدن يعمل على إنجاز أجندة طموحة لتغيير سياسة الهجرة، والرعاية الصحية، والرعاية الاجتماعية، والطاقة، ومناهضة التمييز، والبنية التحتية، ويضع الأساس لأغلبية حاكمة جديدة.

وذكرت الدراسة أن تقييم الأيام المئة الأولى من إدارة الرئيس بايدن ليس حُكماً نهائياً على طريقة حكمه بأي حال من الأحوال، وخصوصاً بعد تعهّد بايدن إعادة مكتب الرئاسة إلى المكانة التي كان يتمتع بها قبل تولي سلفه دونالد ترامب المنصب.

وتوضح الدراسة أن الأيام المئة الأولى للرئيس بايدن فاقت التوقعات في ما يتعلق باستعداده لتنفيذ إجراءات جذرية من أجل معالجة تأثير وباء «كوفيد 19» وإعادة تنشيط الاقتصاد الأمريكي؛ ورغم عدم وجود الكثير من المفاجآت في السياسة الخارجية، فإن الإدارة الجديدة قد أظهرت أنها ملتزمة نهجاً متعدد الأطراف وأقل تسامحاً مع الحكومات المعادية للغرب والراغبة في تقويض ما تراه واشنطن قيماً جوهرية تدعم المصلحة الوطنية الأمريكية.

أما بشأن نهج بايدن في منطقة الشرق الأوسط، فتبين الدراسة أن الإدارة الأمريكية ستواجه الكثير من العقبات التي تعترض طريقها لتحقيق اثنتين من أولوياتها الرئيسة في المنطقة، وهما: إعادة إبرام الاتفاقية الهادفة إلى تقييد البرنامج النووي الإيراني، وإعادة صوغ علاقاتها بشركائها من الدول العربية، إذ تجد إدارة بايدن نفسها تتعامل مع إرث سياسة إدارة ترامب التي ستحافظ على جزء منها مثل الاتفاق الإبراهيمي.

وتؤكد الدراسة أن الولايات المتحدة عادت لتلعب دوراً رئيساً في الشؤون الخارجية، وتخليها عن فكرة «أمريكا أولاً»، التي تقوم على المبالغة في تبسيط الأمور والتركيز على القضايا الداخلية واعتماد نهج متعدد الأطراف عن قناعة تامة. كما تفيد الدراسة بأن الكثير من تحركات إدارة بادين مؤخراً تشير إلى قرب بداية حرب باردة جديدة ضد الصين، وذلك من المنظور الصيني، وتشمل هذه التحركات إعادة هيكلة سلاسل الصناعة والتوريد العالمية، وإنشاء ما يسمى «تحالف الرقائق الإلكترونية».

وتبين أن التنافس الأمريكي الصيني اليوم يختلف عن أيام الحرب الباردة في جانبين مهمين، أولهما أن الولايات المتحدة والصين تتساويان تقريباً في القوة، وثانيهما أن الوضع الحالي أخطر بسبب توافر الذكاء الاصطناعي وأسلحة المستقبل، إلى جانب الأسلحة النووية، ولذلك لا يستطيع أي من البلدين تحقيق النصر في حرب شاملة أو تدمير الآخر.

وخلصت الدراسة إلى أن التنافس الذي ليس له نهاية بين أكبر اقتصادين في العالم «أمريكا، والصين» قد يفضي إلى تصعيد غير متوقع ومن ثم إلى صراع، في ظل التحديات التي تواجه الرئيس بايدن، ومنها «طبيعة التغيرات التي شهدتها أو يتوقع أن تشهدها السياسة الداخلية الأمريكية، وعلاقات واشنطن بكل من روسيا، والصين، والشرق الأوسط».

Email