ما بعد قمة العلا.. خطوات مطلوبة لبناء الثقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

انعقدت قمة «العلا» بالمملكة العربية السعودية في ظل ظروف استثنائية صعبة وتحديات إقليمية تفرض نفسها على المنطقة والعالم بأسره، في خطٍ متوازٍ مع جملة من المتغيرات الجيوسياسية التي تفرض واقعاً جديداً يستلزم ترتيب الصف في مواجهة تلك التحديات المشتركة، ومن ثمّ جاء بيان القمة ليشكل نواةً لحوار هادف.

«بيان العلا» الذي يشكّل نقلةً مُهمةً في مسار العلاقة بين الرباعي العربي وقطر، من حيث اتفاق جميع الأطراف على مبدأ التوافق وصدق النوايا في هذا الإطار، وهو ما أكده البيان الختامي للقمة، والذي أشار إلى «إعادة العمل المشترك إلى مساره الطبيعي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين شعوب المنطقة».

ذلك في الوقت الذي يُنتظر فيه أن يُترجم الاتفاق لخطوات تنفيذية على أرض الواقع لبناء الثقة، عبر حل الملفات التي تسببت في المقاطعة والتعامل معها؛ لإثبات صدق النوايا بشكل عملي، وجميعها ملفات تحظى بأهمية واسعة؛ من أجل أمن واستقرار المنطقة، لا سيما في ظل تلك المرحلة التي تتطلب تنسيقاً أوسع وتبني رؤى مشتركة إزاء الملفات الأساسية في الشرق الأوسط.

قال مساعد وزير خارجية مصر الأسبق، محمد مرسي (آخر سفير مصري لدى الدوحة)، إن «المنطقة العربية تمر بتطورات خطيرة ومتلاحقة، تستدعي يقظة العرب وسعيهم نحو تحقيق حد أدنى من التضامن؛ من أجل مواجهة هذه التطورات والتحديات، والسعي أيضاً نحو أن يكون زمام أمرهم بأيديهم وليس بأيدي الآخرين، إذ تتعدد وتتنوع المطامع الخارجية في منطقتنا العربية في هذه المرحلة، بما في ذلك تدخلات قوى إقليمية ودولية معروفة».

من هنا تأتي أهمية «قمة العلا»، وفق مرسي، الذي أشار في تصريحات خاصة لـ«البيان» إلى أن «أية خطوة في اتجاه التقارب بين الدول العربية وإنهاء الخلافات بينهم هي في صالح جميع الأطراف».

وتوصف المرحلة المقبلة، مرحلة ما بعد «قمة العلا»، بـ «مرحلة الأفعال»، وفق تعبير وزير خارجية مصر الأسبق، محمد العرابي، الذي قال في تصريحات خاصة لـ«البيان» إن «مرحلة ما بعد الاتفاق أهم من الاتفاق الذي تم توقيعه نفسه؛ فهي فترة ومرحلة الأفعال كما يطلق عليها»، مشدداً على أن «الوثائق التي تم توقيعها هي وثائق جيدة ومهمة تُرسي قواعد كثيرة ومهمة للعمل العربي المشترك».

وبدوره، أوضح مستشار مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية، أشرف حربي، أنه «بعد قمة العلا فإنه من المتوقع عودة العلاقات الطبيعية». وأفاد في تصريحات خاصة لـ«البيان» أن ما تم الاتفاق عليه في قمة العلا «خطوة إيجابية على طريق لم الشمل الخليجي والعربي».

كلمات دالة:
  • قمة العلا،
  • بناء الثقة،
  • العمل المشترك
Email