ترأس وفد الدولة إلى القمة الـ 41 لقادة مجلس التعاون الخليجي

محمد بن راشد: قمة العلا إيجابية..موحدة للصف

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، أن قمة العلا إيجابية موحدة للصف، مُشدداً على أن المتغيّرات والتحديات المحيطة تتطلب قوةً وتماسكاً وتعاوناً خليجياً حقيقياً، وعمقاً عربياً مستقراً.

وقال سموه، أمس، على حسابه الرسمي في «تويتر» بمناسبة مشاركته في أعمال اجتماع الدورة 41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك بقاعة مرايا في محافظة العلا السعودية، حيث ترأس وفد دولة الإمارات إلى القمة: «شاركت اليوم في قمة العلا لقادة دول مجلس التعاون قمة إيجابية، موحدة للصف، مرسخة للإخوة برعاية أخي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، المتغيرات والتحديات المحيطة بنا تتطلب قوةً وتماسكاً وتعاوناً خليجياً حقيقياً وعمقاً عربياً مستقراً».

وتابع سموه: «في 1981، قبل أربعين عاماً من اليوم استضاف والدنا ومؤسس دولتنا الشيخ زايد، أول قمة في أبوظبي مع إخوانه قادة دول المجلس، رحمهم الله جميعاً، مسيرة التعاون هي إرث هؤلاء القادة لشعوبهم، واليوم تتعزز المسيرة، وتترسخ الأخوة، وتتجدد روح التعاون لمصلحة شعوبنا».

وأضاف سموه: «نجدد شكرنا للمملكة العربية السعودية رعايتها هذه القمة الناجحة، ونجدد ثقتنا في مسيرة دول مجلس التعاون، ونجدد تفاؤلنا بأن السنوات القادمة تحمل استقراراً وأمناً وأماناً وعملاً وإنجازاً سيخدم شعوبنا، ويسهم في استقرار محيطنا».



رئاسة ومشاركة

وترأس الدورة 41 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، بحضور أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي عهد البحرين رئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ونائب رئيس الوزراء العُماني لشؤون مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد نيابةً عن السلطان هيثم بن طارق.

وشارك في القمة أيضاً وزير الخارجية المصري سامح شكري، ومستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غاريد كوشنر، والأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين.

رأب الصدع

وثمن الأمير محمد بن سلمان خلال كلمته الافتتاحية في القمة، الجهود التي بذلتها الكويت والولايات المتحدة لرأب الصدع بين دول المنطقة.

وقال: إن «هذه الجهود أدت للوصول إلى اتفاق بيان العلا (الذي يتم توقيعه في هذه القمة)، الذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها».

وأضاف ولي العهد السعودي: «نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، وخاصة التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يضعنا أمام مسؤولية دعوة المجتمع الدولي للعمل بشكل جدي لوقف تلك البرامج والمشاريع المهددة للسلم والأمن الإقليمي والدولي».

وتابع: «تم تأسيس هذا الكيان استناداً إلى ما يربط بين دولنا من علاقة خاصة وقواسم مشتركة متمثلة بأواصر العقيدة والقربى والمصير المشترك بين شعوبنا، ومن هذا المنطلق علينا جميعاً أن نستدرك الأهداف السامية والمقومات التي يقوم عليها المجلس لاستكمال المسيرة وتحقيق التكامل في جميع المجالات».

وكان الأمير محمد بن سلمان أعلن إطلاق اسم «قمة السلطان قابوس والشيخ صباح» على قمة العلا، عرفاناً لما قدماه من أعمال جليلة عبر عقود في دعم مسيرة مجلس التعاون الخليجي.

كرم الضيافة

من جهته أعرب أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، خلال كلمته عن شكره الجزيل لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولحكومة وشعب المملكة على حسن الاستقبال وكرم الضيافة والإعداد والتنظيم المتميز لهذه القمة، مشيدًا بحرص الإخوة كافة على عقد هذا اللقاء لنتمكن معاً من دعم عملنا الخليجي والعربي المشترك والحفاظ على مكاسبنا وتحقيق ما تتطلع إليه شعوبنا من آمال وطموحات.

وأشاد أمير الكويت بالإنجاز التاريخي المتمثل بالتوقيع على «بيان العلا» مستذكراً الدور المخلص والبناء الذي بذله في هذا الصدد الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، رحمه الله، الذي أسهم بشكل كبير في نجاح هذا الاتفاق.

وعبّر عن بالغ الثناء والتقدير للمملكة وقيادتها الحكيمة على مبادرتها الكريمة بإطلاق اسم قمة «السلطان قابوس والشيخ صباح»، على القمة الحالية تقديراً لمسيرة الراحلين العطرة وسنوات عطائهما في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والقضايا الدولية والإنسانية، وما تعكسه تلك المبادرة من لمسة وفاء اعتدنا عليها من لدن خادم الحرمين الشريفين.

جهود

وأعرب أمير الكويت عن بالغ التقدير عن الجهود الخيرة التي بذلت لتحقيق الهدف السامي من جانب الأشقاء كافة ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب والمستشار غاريد كوشنر، مشيداً بجهودهم الداعمة لهذا الاتفاق، ومثمناً حرص الأشقاء قادة دول مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية على بذل المزيد من الجهود لتحقيق كل ما فيه الخير لشعوبنا.

وقدر أمير الكويت الدور البارز لجمهورية مصر العربية ومواقفها الداعمة للقضايا التي تهم أمن المنطقة واستقرارها. وقال: إن تسمية إعلاننا اليوم باتفاق التضامن إنما يجسد حرصنا عليه وقناعتنا بأهميته، كما أنه يعكس في جانب آخر يقيننا أن حفاظنا عليه يعد استكمالاً واستمراراً لحرصنا على تماسك ووحدة أمتنا العربية.

إثر ذلك وقع قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي على البيان الختامي للقمة وبيان العلا.

استقبال

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، قد وصل إلى المملكة العربية السعودية ظهر أمس، على رأس وفد الدولة إلى اجتماعات قادة وزعماء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وكان في استقبال سموه والوفد المرافق له عند سلم الطائرة الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير دفاع المملكة العربية السعودية وعدد من الأمراء والوزراء وكبار المسؤولين السعوديين.

ورافق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وفد رفيع يضم سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، وسمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات، ومعالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي علي محمد بن حماد الشامسي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، والشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان سفير الدولة لدى المملكة العربية السعودية.

Email