استطلاع «البيان»: التحديات الإقليمية تُحتم تعزيز الحوار الخليجي

ت + ت - الحجم الطبيعي

أظهر استطلاع للرأي أجرته «البيان» على موقعها الإلكتروني وحسابها على منصة التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن التحديات الكبيرة التي يواجهها الإقليم والعالم تتطلب من دول الخليج العربي تعزيز الحوار والتعاون، وحل الخلافات والتحديات، وتفعيل العمل المشترك بين دول المجلس، إذ ذهب 74% من المستطلعة آراؤهم عبر الموقع الإلكتروني إلى تبني جميع الخيارات معاً، مقابل18% صوتوا لخيار حل الخلافات والتحديات فقط.

وبينما صوّت 4% لخيار تعزيز الحوار والتعاون، صوّت 4% لخيار تفعيل العمل المشترك، وفيما صوّت 60.3% من المستطلعة آراؤهم عبر «تويتر» على الخيار الذي يجمع جميع خيارات الاستطلاع، صوّت 29.7% لخيار حل الخلافات والتحديات، مقابل 6.5% لخيار تعزيز الحوار والتعاون، بينما صوّت 3.4% لخيار تفعيل العمل المشترك.

وبالنظر إلى حجم التحديات المشتركة والمصالح المترابطة، والمصير المشترك الذي يلف مستقبل المنطقة، فإن خطوة التوافق حول الملفات الأساسية تبدو من الأهمية بمكان، لتكون في صدارة جدول أعمال القمة الخليجية التاريخية بالمملكة العربية السعودية، بعد جهود دبلوماسية حثيثة بذلتها دولة الكويت من أجل التوافق، وهي الجهود التي تُكلل بالنجاح في القمة الـ41 التي تؤسس لرسم واقع مختلف، ويؤسس لإعادة اللحمة الخليجية.

عوامل

هذا ما يؤكده مدير المركز العربي للبحوث والدراسات بالقاهرة، هاني سليمان، الذي يعتقد بأن «عوامل وأسباب التقارب أكبر بكثير من عوامل الخلاف»، وأن «دولاً أخرى مرشحة للانخراط في حوار بناء لإعادة الثقة والعلاقات من جديد».

ويلفت سليمان، في تصريحات خاصة لـ «البيان» من القاهرة، إلى أن «جملة التحديات التي تشهدها المنطقة تدفع الأطراف المختلفة إلى تعزيز الحوار وإعادة اللحمة، لا سيما التحديات المرتبطة بمكافحة الإرهاب وكذلك النزاعات المنتشرة في اليمن وسوريا وليبيا وغيرها، وحتى القضية الفلسطينية»، معتبراً أن «هذا التقارب مهم، ويصب في مصلحة مجلس التعاون الخليجي والمنظومة العربية بكاملها التي هي في أمسّ الحاجة إلى التكاتف».

ويوضح مدير المركز العربي أن تعزيز الحوار الخليجي يشكل إطاراً جيداً يمكن البناء عليه، وهو مرهون بعامل الوقت والممارسة الفعلية لبنود أي اتفاق.

بدوره، يشير عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير رخا أحمد حسن، إلى أن تعزيز الحوار وإعادة اللحمة الخليجية التي تأتي في ظل متغيرات عديدة شهدتها منطقة الشرق الأوسط، يسهمان في دعم العمل العربي المشترك ودعم مجلس التعاون لدول الخليج العربية بشكل كبير.

أجواء جديدة

من ناحيته، قال وزير الإعلام الأردني الأسبق وعضو مجلس الأعيان الحالي، د. محمد المومني: «إن قمة العلا تعد قمة مفصلية ومهمة كونها التطبيق العملي لإعادة اللحمة الخليجية، ومن خلالها ستبدأ أجواء جديدة من التعاون والحوار والتضامن العربي، وهذا أمر مهم لكل دول المنطقة والاستقرار الإقليمي ولمواجهة التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي، حيث تعد القمة مصلحة عربية عليا واستراتيجية لكافة الدول، وتضع كل دول الخليج والدول العربية بموقع أقوى للتصدي للتحديات الإقليمية».

من جهته، قال عضو مجلس الأعيان الأردني السابق سمير عبد الهادي: إن «القمة الخليجية، تعد خطوة إيجابية وهامة لإعادة اللحمة الخليجية وتأكيد أهمية التضامن والتعاون والعمل المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي، والحفاظ على هذا المجلس كمنظومة مُتماسكة ومترابطة تعمل تحت مظلة واحدة، بالطبع كل مساعي الوحدة والتعاون الإيجابي لها أثرها الإيجابي على الدول العربية بالمجمل».

وأضاف عبد الهادي: «نحن بأمس الحاجة إلى التضافر بين الدول العربية لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية التي تتطلب مواقف متجانسة وعملاً دؤوباً، ومن المهم أن يكون تعزيز الحوار من خلال قمة العلا في السعودية حتى يكون أثرها أعمق، وحتى تعود العلاقات وتزول الأزمة».

تعزيز الموقف العربي

في الأثناء أوضح مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية د. زيد عيادات أن: «المتغيرات التي حدثت في المنطقة، جعلت من الضرورة تعزيز الحوار الخليجي، وإيجاد حلول للخلافات والتحديات، مضيفاً: «قمة العلا فرصة للقاء والنقاش وتعزيز الحوار والتعاون وإعادة اللحمة الخليجية، وهو الأمر الذي سينعكس إيجاباً على الدول العربية من حيث قوتها، وسيعزز الموقف العربي لمواجهة التحديات الإقليمية».

Email