تتواصل عمليات البحث والإنقاذ في المغرب للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمئات المشردين الذين فقدوا منازلهم رغم تلاشي الآمال بعد أكثر من 96 ساعة على الزلزال المدمّر الذي خلّف أكثر من 2900 قتيل.
وتفقد العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس ضحايا الزلزال المدمر في المستشفى الجامعي في مراكش، وفق ما أعلنت وكالة الأنباء المغربية، مشيرة أيضاً إلى أنه تبرع بالدم لفائدة الضحايا.
وأعلنت وزارة الداخلية المغربية، ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب البلاد مطلع الأسبوع الجاري، إلى 2901 شخص، تم دفن 2884 منهم، بجانب إصابة 5530 آخرين.
وأوضحت الوزارة، في بيان نقلته وكالة «المغرب العربي للأنباء»، أمس، أن عدد الوفيات بلغ 1643 بإقليم الحوز، في حين لم يتم تسجيل أي حالة وفاة جديدة في باقي العمالات والأقاليم المعنية.
وأكدت وزارة الداخلية أن السلطات العمومية تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وفتح الطرق التي تضررت جراء الزلزال، معبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.
ويحاول عناصر الإنقاذ، بدعم من فرق عربية ودولية، تسريع عمليات البحث للعثور على ناجين محتملين وتوفير مأوى لمئات الأسر التي خسرت مساكنها.
مروحيات
وشوهدت مروحيات تقوم برحلات ذهاباً وإياباً لتوصيل الطعام إلى الناجين من الزلزال في بعض القرى الصغيرة النائية.
وقال رئيس الوزراء عزيز أخنوش إن السكان الذين هدمت بيوتهم «سيتلقون تعويضات»، موضحاً «سيكون هناك عرض واضح سنحاول تحضيره هذا الأسبوع» في هذا الشأن. ولفت إلى أنه يتمّ النظر حالياً في حلول لإيواء المشرّدين.
انهيارات
لا يزال الوصول إلى القرى الأقرب إلى مركز الزلزال صعباً بسبب الانهيارات الأرضية. وأنشأ الجيش المغربي مستشفيات ميدانية لعلاج الجرحى في المناطق البعيدة، على غرار قرية أسني في إقليم الحوز المنكوب.
وقد استقبل هذا المستشفى أكثر من 300 مصاب، بحسب الطبيب يوسف قموس. وإذا كان تنظيم عمليات العلاج صعباً في البداية كما أوضح أفراد من الأطقم الطبية، فإنهم واجهوا أيضاً تحدي توفير مخزونات الأدوية.
من جانبه، قال الجيش المغربي إنه يعزز فرق البحث والإنقاذ، ويوفر مياه الشرب ويوزع الأغذية والخيام والأغطية.
وقد أُغلق طريق رئيسي يربط جبال الأطلس بمراكش في ظل كثافة أعداد المركبات والأشخاص المحملين بمؤن الإغاثة والمتوجهين نحو بعض التجمعات السكانية الأكثر تضرراً بالمناطق النائية من الجبال.
مساعدات
في الأثناء، دعا الصليب الأحمر الدولي لجمع أكثر من مئة مليون دولار لمساعدة المغرب، بعد أيام من الزلزال الذي ضرب البلاد.
وقالت كارولين هولت مديرة قسم الكوارث والمناخ والأزمات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: «نسعى للحصول على 100 مليون فرنك سويسري (112 مليون دولار) حتى نتمكن من تلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً في هذا الوقت، والتي تشمل الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة ومواد الإغاثة في مجال المأوى والاحتياجات الأساسية».