شفت تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، أن المغرب يواجه خسائر محتملة تصل إلى 8 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي إثر الزلزال المدمر الذي ضرب مناطق متفرقة من البلاد، ومن المرجح أن تتراوح الخسائر بين مليار دولار و10 مليارات دولار، وفقا للأرقام التي أعلنت عليها هذه الهيئة.

وحسب المصدر ذاته، فإن الزلزال ضرب البلاد قبل أسابيع من ذروة موسم السياحة، علما بأن القطاع كان قد شكّل أكثر من 10 بالمئة من النشاط الاقتصادي وإجمالي العمالة قبل جائحة كورونا، وفقا للمجلس العالمي للسفر والسياحة.

رشيد ساري، رئيس المركز الإفريقي للدراسات الاستراتيجية والرقمنة، أكد أن هذه التوقعات "بعيدة عن الواقع" في تقديره، حيث إن هذه الأرقام لا تستند بالضرورة إلى دراسات ودعامات دقيقة.

وأضاف في حديث مع "سكاي نيوز عربية"، أن "الزلزال كبد المغرب خسائر بشرية جسيمة، مع الأسف الشديد. إلى جانب أضرار اقتصادية لا تقل فداحة، لا سيما في المجال السياحي".

وأكد في الوقت ذاته، على "ضرورة التحقق من الأرقام والمعطيات وعدم الوقوع في التهويل".

وتابع قائلا: "نحن في مرحلة لملمة الجراح، ونحصي خسائرنا البشرية، وأظن أن العامل البشري هو المتضرر الأول، أكثر من أي عامل آخر."

التخطيط لإعادة الإعمار

وأبرز الخبير في مجال الاقتصاد، أن "معظم المناطق المتضررة من الزلزال، لا تعرف أي نشاط اقتصادي، وأن معظم سكانها هم ناس بسطاء يمارسون نشاطات تقليدية. مشيرا إلى أن مُجمل الطرق المؤدية إلى هذه البلدات، هي طرق ثانوية وعرة."
ودعا في هذا الصدد، وبعد تجاوز هذه المحنة الأليمة، "إلى التفكير في طرق مبتكرة تأهيل هذه المناطق وإعادة إعمارها، إلى جانب إيجاد أنشطة جديدة لسكان هذه الجهات وخلق مشاريع اقتصادية منتجة يستفيد منها هؤلاء السكان، خاصة في المجال السياحي، عن طريق إنشاء بنيات تحتية قوية ومنتجعات قصد إعطائها مقومات جديدة لخلق فرص شغل."

في سياق ذي صلة، أفادصندوق النقد الدولي، أنه يعمل على دعم المغرب واقتصاده بعد مأساة الزلزال، حيث من المقرر أن تستضيف مراكش الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بداية من التاسع من أكتوبر المقبل.
ونقلت وكالة"رويترز" عن مصادر قولها إن الحكومة المغربية تريد المضي قدما في استضافة الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي المقررة في أكتوبر في مراكش رغم الزلزال المدمر الذي شهدته البلاد.

وامتنع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي عن التعليق على موقف المغرب بشأن الاجتماعات، وأحالا رويترز إلى بيان مشترك مع الهند وفرنسا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي صدر مطلع الأسبوع للتعبير عن التعازي في الخسائر في الأرواح والممتلكات وتحدث عن "الاستعداد لدعم المغرب بأفضل طريقة ممكنة"، بما في ذلك تلبية الاحتياجات المالية العاجلة على المدى القصير.

وقالت المؤسستان إن تركيزهما المباشر ينصب على الجهود الأولية بعد الكارثة.
وصل عدد القتلى من الزلزال، الذي بلغت قوته 6.8 درجة والذي ضرب منطقة جبال الأطلس الكبير على بعد 72 كيلومترا من جنوب غرب مراكش، إلى ما يقرب من 2900 يومالاثنين، بالإضافة إلى إصابة أكثر من 2500 شخص.

ومما يزيد جهود البحث عن ناجين تعقيدا، انهيار منازل تقليدية مبنية من الطوب اللبن وتحولها إلى أنقاض ترابية في المناطق الأكثر تضررا.

ولحقت بمراكش بعض الأضرار في منطقة وسط المدينة القديمة، لكن الأجزاء الأكثر حداثة من المدينة نجت من الضرر إلى حد كبير. وقال أحد المصادر إن موقع اجتماعات صندوق النقد والبنك الدوليين، وهو مجمع من هياكل مؤقتة على أطراف المدينة بالقرب من المطار، ما زال سليما إلى حد كبير، وإن الأعمال التحضيرية مستمرة.