نزيف ضحايا الزلزال لا يزال مستمراً

المغرب يلملم الجراح وسباق مع الزمن للعثور على ناجين

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يزال المغرب يلملم الجراح التي تركها زلزال «الحوز»، مساء الجمعة، ولا يزال نزيف الضحايا مستمراً، فقد ارتفعت حصيلة القتلى الى2681 قتيلاً و2501 جريح، فيما يسابق رجال الإنقاذ الزمن للعثور على ناجين، بينما أعلنت السلطات الاستجابة لأربعة عروض مساعدة قدمتها الإمارات، وقطر وبريطانيا وإسبانيا لمواجهة تداعيات الزلزال.

وأعلن ملك المغرب محمد السادس، حداداً وطنياً ثلاثة أيام على أرواح ضحايا الزلزال المدمر، كما أمر بتسريع عمليات الإنقاذ، وقد تمكن الجيش المغربي من فتح أحد الشوارع الرئيسة المؤدية إلى المناطق الأكثر تضرراً بالزلزال، ما يسمح بوصول المساعدات الحيوية للسكان في وقت يعمل مسعفون ومتطوعون وأفراد من القوات المسلحة من أجل العثور على ناجين وانتشال جثث من تحت الأنقاض، وخصوصاً في قرى إقليم الحوز مركز الزلزال جنوبي مدينة مراكش السياحية في وسط المملكة. وفي قرية تيخت الصغيرة القريبة من بلدة أداسيل، بقيت مئذنة وبعض المنازل من الحجارة صامدة وسط دمار شبه تام لحق بكل ما حولها، وفق شهود عيان.

 

ارتفاع حصيلة القتلى

وأعلنت وزارة الداخلية المغربية في بيان، أنه «في حصيلة محدثة بلغ عدد ضحايا الزلزال 2681 وفاة و2501 جريحاً». وأفادت الوزارة، بأن الوفيات سجلت في تسعة أقاليم. وأوضح البيان أنه «بلغ عدد الوفيات 1591 بإقليم الحوز، و809 بإقليم تارودانت».. وأعلن وزير العدل المغربي عبداللطيف وهبي، أن السلطات المغربية اتخذت إجراءات احترازية في حال حدوث هزات ارتدادية بعد الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، مساء الجمعة.

وقال في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي إنه تم تشكيل لجان لمعاينة المباني القديمة وجميع المنشآت التي يمكن استخدامها مأوى لإغاثة الناجين والمحتاجين. وأضاف وهبي: «السلطات طلبت من المواطنين عدم الاقتراب من سور المدينة القديم والابتعاد عن المباني القديمة في الجنوب تحسباً لحدوث أي هزات ارتدادية.. كما نبهنا على العائلات بعدم الرجوع إلى بعض المناطق التي وقع فيها الزلزال».

 

صندوق خاص

في سياق إجراءات الحكومة المغربية للتعامل مع الأزمة، أعلنت الحكومة إنشاء صندوق خاص بمعالجة الآثار المترتبة على الزلزال الذي عرفه المغرب. وأوضح مصطفى بايتاس الناطق الرسمي باسم الحكومة، أن هذا الصندوق يهدف لاتخاذ التدابير العاجلة للمناطق المتضررة من الزلزال، وتلقي المساهمات اللازمة لإعادة إعمار المناطق المتضررة وأيضاً إعادة التأهيل والنفقات المتعلقة بالأشخاص في وضع صعب، والأسر التي فقد عائلها ليس هذا فحسب، وإنما أيضاً سيكون الصندوق بمقام مخزون احتياط لمواجهة الكوارث الطبيعية المحتملة مستقبلاً.

 

عروض المساعدات

ومن جانبه، قرر المغرب الاستجابة لأربعة عروض مساعدة قدمتها كل من الإمارات وبريطانيا وإسبانيا وقطر لمواجهة تداعيات الزلزال، وقالت الوزارة إن السلطات المغربية استجابت لعروض الدعم التي قدمتها تلك الدول والتي اقترحت تعبئة مجموعة من فرق البحث والإنقاذ.

في هذا السياق، توضح الوزارة سبب حصر قبول المغرب عروض هذه الدول، بالقول إن السلطات أجرت تقييماً دقيقاً للاحتياجات في الميدان، آخذة في الحسبان أن عدم التنسيق في هذه الحالات سيؤدي إلى نتائج عكسية.

وعلى أساس ذلك، استجابت السلطات المغربية في هذه المرحلة بالذات، لعروض الدعم التي قدمتها تلك الدول.

وبعد أكثر من 72 ساعة على وقوع الزلزال، بدأ تأثر التراث الثقافي في المغرب بالزلزال يظهر تدريجياً، إذ تضررت المباني في المدينة القديمة بمراكش، المصنفة في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «يونسكو». وألحق الزلزال أضراراً كبيرة بمسجد «تينمل» التاريخي الذي يعود للقرن الثاني عشر والواقع في منطقة جبلية نائية قرب مركز الزلزال.

طباعة Email