الرباط، وكالات - البيان

تكافح فرق الإنقاذ، في البحث عن ناجين من أعنف زلزال يتعرض له المغرب منذ أكثر من 6 عقود، بعد أن أودى بحياة أكثر من 2000 شخص، وأوقع آلاف الجرحى، ودمر قرى في مناطق جبلية على أطراف مراكش. ومن المتوقع أن ترتفع مع تواصل عمليات البحث عن ناجين.

وبينما قضى الكثيرون ليلتهم في العراء، يواجه عمال الإغاثة تحدياً للوصول إلى القرى الأكثر تضرراً في منطقة الأطلس الكبير، حيث غالباً ما تكون المناطق السكنية فيها نائية، وحيث انهار الكثير من المنازل فيها، على ما أفادت وكالة «رويترز» في تقرير لها.

ومن بين القرى التي تكاد تكون قد دمرت تماماً، قرية تفغاغت الواقعة على مسافة نحو 50 كيلومتراً من مركز الزلزال، ونحو 60 كيلومتراً جنوب غربي مراكش. ونادرة هي الأبنية التي لا تزال قائمة فوق تراب هذه القرية الجبلية.

وانهارت أجزاء كبيرة من منحدر جبلي، وسقطت على الطريق بالقرب من بلدة مولاي إبراهيم الواقعة على مسافة نحو 40 كيلومتراً من جنوب مراكش، ما أغلق جزءاً من طريق متعرج يربط المدينة بجبال الأطلس. وأشارت أحدث بيانات لوزارة الداخلية إلى أن عدد الوفيات بلغ 2122، مع تسجيل 2421مصاباً بينهم 1404 في حالة حرجة، بينما قدرت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 300 ألف تضرروا من الكارثة.

قرى دمرت

وكانت قرية تنصغارت الواقعة بمنطقة على جانب وادٍ يمر به طريق من مراكش إلى جبال الأطلس الكبير، هي الأكثر تضرراً من أي قرية أخرى وفيها تصدعت المنازل التي كانت ذات يوم جميلة، وتقع على تلال شديدة الانحدار بسبب الزلزال. وتعرض ما صمد من تلك المنازل لأضرار جزئية. وسقطت مئذنتا مسجدين.وتعد ولاية الحوز مركز الزلزال والأكثر تضرراً، حيث سقط 1293 قتيلاً، تليها ولاية تارودانت التي سقط فيها 452 قتيلاً. وفي هاتين المنطقتين الواقعتين جنوب غربي مدينة مراكش السياحية، دمر الزلزال قرى بأكملها.

هزات جديدة

وأعلن مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي، أمس، عن رصد هزة أرضية بقوة 4.5 درجات على مقياس ريختر على بعد 77 كم جنوب غربي مراكش، وذكر مركز رصد الزلازل أن «هذا الزلزال هو التاسع الذي يشعر به المغرب خلال الـ 35 ساعة الماضية».

وشرع المغرب أمس في تشييع ضحاياه بعد الزلزال العنيف الذي ألحق دماراً كبيراً بمناطق عدة في إقليم الحوز وأودى بحياة أكثر من ألفي شخص، كما تم أداء صلاة الغائب في كل مساجد البلاد ترحماً على أرواح ضحايا الزلزال. ونشرت وسائل إعلام محلية مقاطع فيديو لأداء صلاة الغائب في مناطق متعددة في المغرب مثل الرباط وطنجة وأسفي وغيرها.

إلى ذلك، عبر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن حزنه بسبب الخسائر في الأرواح والدمار التي خلفها زلزال المغرب.

من جهته قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أمس إن بلاده مستعدة لدعم المغرب في حال موافقته على ذلك.

من جانبه قال المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانيس ليارتشيتش، أمس، إن الاتحاد مستعد لتلبية أي طلبات من المغرب للمساعدة وإغاثة ضحايا الزلزال المدمر.

امرأة تبكي لوفاة أقارب لها في زلزال ضرب قرية تفغاغت الجبلية بمراكش

أ ف ب