الطلبة اللاجئون في الزعتري.. طموحات قيد المجهول

طالبات سوريات في مخيم الزعتري| أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تجتهد رينادة موفق في متابعة دراستها، حيث إنها على أعتاب امتحان الثانوية العامة، هذا الامتحان سيحسم شكل المستقبل بالنسبة لهذه الطالبة السورية المقيمة في مخيم الزعتري للاجئين شمالي الأردن.

عدد كبير من طلبة التوجيهي في هذا المخيم يتربص بهم القلق المضاعف، فهم يدرسون ولا يعرفون مآلات هذا الجهد، وإن كان سيوصلهم إلى مقاعد جامعية تضعهم على أول الطريق، أم أن أحلامهم وطموحاتهم ما زالت قيد المجهول. تقول رينادة، «أدرس .. وأنا أدرك أنه من الممكن الحصول على معدل عالٍ، فهذا ممكن، ولكن يسيطر علينا التساؤل هل نستطيع الدراسة في الجامعات الأردنية ..ويجب الدفع بحسب النظام الدولي، ما يعني تكلفة مرتفعة جداً لأي تخصص».

تبين هذه الطالبة أن الدراسة في حد ذاتها في مخيم اللاجئين من أكبر التحديات، فالكهرباء لا تأتي طوال اليوم، وهذا يعني انقطاع شبكة الإنترنت، فضلاً عن سوء التغطية في حال توفرت. وتتساءل: «كيف لنا أن نحسن استيعابنا الدروس ونحن لا نتمكن من الوصول إلى الإنترنت؟».

 

معضلة أساسية

تعتبر رينادة أن ضعف الدخل للأسر هو المعضلة الأساسية التي تعترض طريقهم كطلبة. وتشير إلى أن والدها لا يعمل وأنهم معتمدون بشكل كامل على المساعدات التي تقدم لهم من مفوضية شؤون اللاجئين، وتشير إلى أن المنح الخارجية المتخصصة في التعليم الجامعي انخفضت بشكل ملحوظ وهي منح تحدد تخصصات معينة، وهذا بعث في نفس العديد منهم اللامبالاة وعدم الرغبة في خوض هذا المسار.

تختم بالقول، «الآن أفكر ماذا سأفعل.. وعلى الأغلب سأتجه لتعلم مهنة منزلية تستطيع أن تدر عليّ دخلاً بسيطاً إلى حين التحاقي بالجامعة، وبالطبع الأسر تصر على أن نتعلم لإيمانها بأهمية العلم وأنه السبيل الوحيد لنجاتنا من هذه الظروف، فضلاً إلى رغبتنا كشباب سوريين بأن نعود إلى بلادنا يوماً ما وأن نبني وطننا بسواعدنا حتى يعود كما كان».

وبحسب تقرير لـمنظمة حقوقية فإن غالبية الأطفال السوريين اللاجئين في الأردن لا تتاح لهم فرصة الالتحاق بالمدارس الثانوية، بعد قرابة عقد من بدء وصول اللاجئين السوريين إلى البلاد وعلى المانحين الدوليين والمنظمات الإنسانية العمل مع الأردن، الذي يستضيف اللاجئين السوريين، تحسين وصول الأطفال السوريين اللاجئين بشكل عاجل إلى التعليم الثانوي الجيد، إذ إن الغالبية العظمى من الأطفال السوريين اللاجئين يفقدون فرصة الدراسة والتعلم حتى قبل أن يصلوا إلى المدرسة الثانوية.

Email