خبراء لـ«البيان»: الاشتباكات تعقّد المشهد أمام الوساطة

الخرطوم.. قتال دامٍ ومخاوف من «حصار كامل»

ت + ت - الحجم الطبيعي

هزّ دوي الانفجارات وأصوات الاشتباكات، أمس، جدران المنازل في الخرطوم، مع تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، بحسب أنباء تواتر حول مخاوف تعتري السكان في العاصمة من الوقوع تحت ويلات «حصار كامل».

ومع اشتداد حدّة الاشتباكات، تزداد الأوضاع الإنسانية سوءاً، مع تضاؤل الأمل في وقف القتال، ورغم تعثر «مفاوضات جدة» بوساطة سعودية أمريكية، إلا أنها تمثل الخيار الوحيد لوقف إطلاق النار، وفتح ممرات للمساعدات الإنسانية.

وذكر تلفزيون «العربية»، أمس، نقلاً عن مصادر، أن طرفي الحرب بالسودان استأنفا في مدينة جدة بالسعودية، المحادثات غير المباشرة؛ الرامية لوقف إطلاق النار.

وأفاد بأن المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية سوف تركز على وقف القتال.

ضمانات

«البيان»، تحدثت إلى مصادر عسكرية، صرحت أن طرفي الصراع يسعيان لـ«ضمانات» تضمن الالتزام بـ«إعلان جدة»، وأكدت المصادر أن على الوساطة توفير هذه الضمانات، من خلال الضغط على طرفي القتال للالتزام ببنود الإعلان.

ويؤكد المحلل السياسي، شوقي عبد العظيم لـ«البيان» أنه «برغم تراجع أحلام الطرفين بالنصر عسكرياً، إلا أن هناك مخاوف من تحول (السلام) إلى خسارة لأي طرف، حيث فشلت الوساطة في (طمأنة) الطرفين أن السلام مكسب لكليهما».

وأضاف: «الأجواء مهيأة الآن، وينتظر من الوساطة أن تلعب دوراً أقوى، يبدد مخاوف الطرفين، من أن الوصول لاتفاق سوف يحفظهما من الاستنزاف، وهدر الموارد». وتابع: «تستطيع الوساطة أن تفعل شيئاً لإقناع الطرفين بضرورة الوصول إلى تسوية للصراع الدامي».

شرط صحي

وصرح أستاذ إدارة الأزمات، الدكتور الرشيد محمد إبراهيم، لـ«البيان»، أن الموقف العملياتي على الميدان وتوازن القوى، يشيران إلى تحول الجيش من خانة الدفاع للهجوم، بينما يشهد الموقف الميداني لقوات الدعم السريع حالة تراجع وانسحاب، ويلفت كذلك إلى أنه في ظل الواقع الميداني يصعب أن يوافق الجيش على التفاوض، باعتبار أن ذلك يمكن أن يفقده ميزة التقدم الميداني، كما أن دخوله في هدنة جديدة معناه دخوله في التزام جديد، لاسيما وأنه تحدث بأن ذهابه لـ«مفاوضات جدة» كانت أغراضه إنسانية بحتة، إلى جانب أن إخلاء المنازل، والخروج من المنشآت الصحية، باتا «شرطاً صحياً»، يتبناه الشارع السوداني، ويصعب تنازل الجيش عن كتلته الشعبية ويقدمه هدية لـ«الدعم السريع».

ويضيف: «مهما كانت الضغوط، ليس للوساطة ما تقدمه كبديل لهذا الموقف».

Email