السودان.. أسبوع خامس من محنة الحرب والأنظار تتجه للهدنة 13

مصفحة للجيش السوداني تتمركز في جنوب الخرطوم | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكملت الحرب المدمرة في الخرطوم أسبوعها الخامس، دون صمت أصوات الرصاص ودوي المدافع، وضجيج الطائرت، وتزداد معاناة ملايين المدنيين العالقين بين جدران منازلهم، في مدن الخرطوم الثلاث، وتتجه الأنظار للهدنة الـ 13 فهل ستكون مختلفة عن التي سبقتها، أم أنها ستلقى نفس المصير من حيث الخروقات المتتالية؟

ويبدو أن راعيي المحادثات بين الطرفين السودانيين في جدة، وهما المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، على دراية بذلك، إذ أشار البيان الأمريكي السعودي المشترك، الذي أعلن عن الهدنة إلى أنه من المعروف أن الطرفين قد سبق لهما الإعلان عن وقف لإطلاق النار لم يتم العمل به. وعلى عكس وقف إطلاق النار السابق، فقد تمّ التوقيع من قِبَل الطرفين على الاتفاقية التي تمّ التوصل إليها في جدة، وستدعمها آلية لمراقبةِ وقف إطلاق النار.

ولعل أبرز ما يميز اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ مساء أمس ولمدة سبعة أيام، نصه على تشكيل لجنة لمراقبة وتنسيق وقف إطلاق النار قصير الأمد والمساعدات الإنسانية، تتألف من ثلاثة ممثلين لكل من الطرفين المسهلين لهذا الاتفاق (المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية) وثلاثة ممثلين لكل من طرفي الصراع، وتكون مهمة اللجنة تلقي الشكاوي من الطرفين والتحقق أو التأكد من ادعاءات وقوع انتهاكات، وتحديد الأطراف المتورطة في أي انتهاكات، والتوسط في النزاعات أو الخلافات بين الطرفين.

 

بداية موفقة

ويؤكد الخبير الاستراتيجي المتخصص في إدارة الأزمات اللواء أمين مجذوب لـ «البيان» أن الاتفاق بداية موفقة وإيجابية في تغطية الاحتياجات الإنسانية للمواطنين السودانيين، وبالتالي فتح الممرات واخلاء المستشفيات من الارتكازات العسكرية، والسماح بتوفير الاحتياجات الإنسانية والدوائية والغذائية، ويمكن تمديد هذه الهدنة في المرحلة القادمة والوصول إلى وقف إطلاق نار دائم وصولاً إلى تسوية نهائية ومعالجة أسباب الصراع العسكرية، ووضع ترتيبات لدمج قوات الدعم السريع وربما الانتقال إلى المراحل السياسية اللاحقة.

 

التزام

بدوره اعتبر الناطق الرسمي باسم العملية السياسية خالد عمر يوسف اتفاق جدة لوقف إطلاق النار قصير الأمد والترتيبات الانسانية خطوة أخرى مهمة في طريق ايقاف هذه الحرب، معرباً عن أمله في أن يتم الالتزام من قبل القوات المسلحة والدعم السريع بنصوص الاتفاق بما يخفف المعاناة عن الناس، وأن تتوفر الإرادة اللازمة لتطويره لوقف دائم لإطلاق النار ولحل سياسي يجلب سلاماً مستداماً.

وأكد يوسف في تصريح صحفي أن محنة الحرب التي يعيشها السودان يمكن أن تتحول لفرصة لوضع البلاد على الطريق الصحيح، طريق الوحدة والسلام والتحول المدني الديمقراطي المستدام والجيش الواحد القومي المهني، ولفت الى إمكانية بلوغ تلك الغايات بنبذ الانقسامات وخطابات الكراهية والتحشيد والاستفادة من دروس الماضي، وأضاف: «فهلا استثمرنا هذه الفرصة الأخيرة قبل فوات الأوان؟».

 

أثر ملموس

بدوره يرى المحلل السياسي عبدالله رزق أن إعلان جدة يشكل خطوة إيجابية رغم أنه لن يحدث أثراً ملموساً وفورياً على واقع الحرب اليومي.

ويضيف رزق: لكي يكون الإعلان حاكماً يتعين أن يتحول لاتفاق أو عدة اتفاقات، وهو يمهد لما سيأتي لاحقاً من محصلة تفاوض الطرفين في جدة، من اتفاقات إلى جانب وضع جدول أعمال المفاوضات اللاحقة.

Email