الأمم المتحدة: السودان بحاجة إلى 3 مليارات دولار مساعدات إنسانية

عائلات سودانية في الخرطوم تنتظر إجلاءها إلى مناطق آمنة | رويترز

ت + ت - الحجم الطبيعي

قدّرت الأمم المتحدة أن نحو 25 مليون شخص (أكثر من نصف السكان) في السودان (كان الرقم نحو 15 مليوناً قبل الصراع)، بحاجة إلى مساعدات إنسانية طارئة تصل لنحو 3.03 مليارات دولار، مع تفاقم الأزمة في البلاد التي يفر سكانها من أتون الحرب إلى البلدان المجاورة، ويتوقع أن يتجاوز عدد الفارين المليون شخص خلال العام الجاري.

وتفصيلاً، أفادت الأمم المتحدة بأنها تتوقع أن تحتاج إلى 2.56 مليار دولار، لتقديم مساعدات داخل الأراضي السودانية، مقابل 1.75 مليار دولار، وفق تقديراتها نهاية العام الماضي.

وأشارت في الوقت ذاته إلى حاجتها إلى مبلغ 470,4 مليون دولار إضافية لمساعدة الأشخاص الذين فروا من البلاد.

متطلبات تمويلية

وقال رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في جنيف، راميش راجا سنجام، أمس، إن خطة المنظمة الدولية، للاستجابة الإنسانية في السودان، تتطلب 2.56 مليار دولار؛ لمساعدة المتضررين في الداخل، و470,4 مليون دولار إضافية لمساعدة الذين فروا من البلاد.

وصرح لصحافيين: «اليوم يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان في السودان، إلى المساعدات الإنسانية والحماية». وأضاف: «متطلبات التمويل التي تبلغ قرابة 2.6 مليار دولار، هي الأعلى بالنسبة لأي استجابة إنسانية خاصة بالسودان».

وأوضح سنجام أن هذا العدد هو أكبر عدد محتاجين لمساعدات إنسانية تسجله الوكالة الأممية في السودان على الإطلاق. وبحسبه، سوف تسمح هذه الأموال لهيئات الإغاثة بالوصول إلى 18 مليون شخص يعدّون الأكثر عرضة للخطر داخل البلاد.

ونبّه المسؤول الأممي إلى «تقارير مقلقة حول ازدياد العنف الجنسي». وقُتل نحو 1000 شخص، منذ اندلاع أعمال العنف في البلاد، معظمهم في الخرطوم ومحيطها، وفي ولاية غرب دارفور، وفق مصادر طبية. وأُصيب أكثر من 5000 شخص بجروح.

وأعرب سنجام عن أمله بالتزام طرفي القتال بالقواعد الإنسانية التي توصلا إليها الأسبوع الماضي، بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال وتوفير ممرات آمنة لنقل المساعدات الإنسانية، لافتاً إلى أن المقاتلين انسحبوا من بعض المرافق الصحية التي كانت محتلة في السابق، ما أدى إلى زيادة تسليم المساعدات، لكنه شدّد رغم ذلك على «الحاجة إلى المزيد». وتابع: «الأزمة في السودان بدأت تتحول بسرعة إلى أزمة إقليمية».

صراع مستمر

في الأثناء، قال شهود إن الوضع كان هادئاً نسبياً صباح أمس، مع وقوع اشتباكات متفرقة في بعض الأحياء. فيما أفاد سكان محليون بأن الكهرباء انقطعت، وثمة نقص شديد في إمدادات الغذاء، كما أن مياه الشرب شحيحة. بينما قال آخرون إنهم سمعوا دوي مدافع مضادة للطائرات، وأزيز طائرات مسيرة في الخرطوم، في إشارة إلى أن الصراع مستمر بلا هوادة بين الطرفين.

من ناحيته، صرح عباس السيد (27 عاماً)، من مدينة بحري المتاخمة للعاصمة لـ«رويترز»، أنهم تنقلوا من مكان إلى آخر في الأيام الماضية. وأضاف أنهم يعانون من انقطاع الكهرباء والمياه بشكل كامل. وقال إنه لم يعد بوسعهم الحصول على الخبز، الذي اعتادوا الحصول عليه في الأيام الأولى من الحرب.

بدوره، أفاد سعد الدين يوسف (45 عاماً)، من أم درمان: «نعيش في ظروف صعبة، اشتباكات، وقصف طيران بصورة يومية مع انقطاع الكهرباء. لا نشعر بالأمان، ونحن في حالة خوف، وقوات الدعم السريع تنتشر على الأرض من حولنا، والطيران يقوم بقصفهم باستمرار داخل المنطقة».

Email