تقدم ملحوظ للحزب الحاكم في انتخابات موريتانيا

موريتاني يصوت بمركز اقتراع في نواكشوط | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينتظر الموريتانيون الإعلان عن النتائج الرسمية للانتخابات البرلمانية والجهوية والبلدية التي شهدتها البلاد أول أمس السبت، فيما أظهرت المؤشرات الأولية توجه مقاطعات العاصمة نواكشوط نحو الحسم لصالح حزب الإنصاف في حصيلة غير مسبوقة لحزب حاكم، بعد أن كانت المعقل التقليدي لقوى المعارضة.

وكشف فرز الأصوات تقدم حزب الإنصاف بفارق مريح في المجلس الجهوي لنواكشوط والبلديات التسع التابعة له، ويرى المراقبون، أن هذا التقدم يعتبر كسباً لرهان طالما تمسك به الحزب الحاكم خلال الفترة الماضية، وذلك في إطار العمل على إعادة تشكيل الخارطة السياسية للبلاد قبل عام من موعد الانتخابات الرئاسية التي سيترشح لها الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني من أجل الحصول على ولاية ثانية.

وقال مسؤول الإعلام في حملة الحزب الحاكم الوزير السابق عبد الله ولد أحمد دامو، إن لوائح الحزب أحرزت تقدماً في دوائر العاصمة نواكشوط، كما تتصدر معظم ولايات البلاد، وذلك وفقاً للنتائج الأولى التي حصلت عليها العمليات الانتخابية للحزب.

وأعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في موريتانيا أن نسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية والجهوية والبلدية خلال الساعات الأخيرة إلى 52 %، وقال الناطق الرسمي باسم اللجنة محمد تقي الله الأدهم، إن هذه النسبة من نتائج 800 مكتب تصويت في عموم البلاد.

وتعتبر هذه النسبة متدنية مقارنة مع نسبة المشاركة في آخر انتخابات تشريعية ومحلية في العام 2018، حيث بلغت نسبة المشاركة حينها 73.44 %.

وأكد الأدهم أن الموريتانيين قالوا كلمتهم في صناديق الاقتراع في جو من الهدوء والتنافس المسؤول، منبهاً إلى أنه لم تسجل أي خروقات ترقى إلى درجة التأثير على جوهر ودقة المسار الانتخابي، وأضاف إنه من المثلج للصدر أن يتنافس الموريتانيون في الداخل والخارج لاختيار ممثليهم دون عنف لفظي أو تراشق ينافي أخلاقهم وقيمهم مؤكدين قدرتهم على إدارة اللعبة الديمقراطية بوعي وثقة والتزام، مردفاً أن الطيف السياسي أثبت اليوم بكامل ألوانه قدرته على تنويع الطرح وتعدد وتنوع الرؤى والمقاربات مع الحفاظ على الجوهر والثابت الوطني.

وجرت الانتخابات بمشاركة 25 حزباً، وهو مجموع الأحزاب السياسية المرخصة في البلاد، في حين يبلغ مجموع الناخبين مليونين و700 ألف و448 ناخباً، وبلغت نسبة المشاركة 52 %، بحسب اللجنة.

وعلى مستوى البرلمان، تتنافس 559 قائمة انتخابية على 176 مقعداً، في حين بلغ عدد اللوائح للانتخابات الجهوية 145 تتنافس على 13 مجلساً جهوياً، وعدد القوائم المترشحة للبلديات 1378 تتنافس على 238 مجلساً محلياً.

وأوضحت بعثة الاتحاد الإفريقي لمراقبة الانتخابات أن عمليات التصويت «بدأت بفتور ولكنها زادت وتيرتها مع الوقت، حيث لوحظ ارتفاع الإقبال ابتداءً من الظهيرة».

وأكد رئيس البعثة كاليكست أريستيد، في تصريحات صحفية، أن معظم مراكز الاقتراع فتحت أبوابها في الوقت المحدد «مع وجود تذبذب في بعض هذه المكاتب»، لافتاً إلى أن النساء يمثلن نسبة 35 بالمئة في القوائم الانتخابية «لكنهن يعتقدن أن موقعهن لا يسمح لهن بتعزيز وجودهن في المجالس القادمة»، مضيفاً أن الأمر هنا متروك للأطراف المعنية لمعالجة هذا الموضوع.

وتميزت انتخابات السبت بمشاركة أفراد الجيش والدرك والحرس والشرطة والتجمع العام لأمن الطرق في عملية الاقتراع بالتزامن مع تصويت باقي المسجلين على اللائحة الانتخابية المنبثقة عن الإحصاء الإداري ذي الطابع الانتخابي المنظم مؤخراً.

Email