الحياة تعود لطبيعتها في غزة وفتح المعابر والأسواق

فلسطينيون في سوق برفح جنوب قطاع غزة | أ ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

عادت الحياة سريعاً في قطاع غزة، بعد 5 أيام من قتال سيطر عليه صوت الصواريخ والانفجارات ورائحة البارود والدم، وعادت حركة الفلسطينيين في الشوارع كالمعتاد، في حين فتحت المحالّ التجارية والأسواق أبوابها؛ في محاولة لاستعادة نسق الحياة الطبيعي مع بدء سريان اتفاق وقف النار بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي عودة الدوام في المؤسسات الحكومية والوزارات، وتنفيذ خطة العمل؛ للانتهاء من حصر الأضرار، وترميم البنى التحتية، وإغاثة المتضررين جراء القصف الإسرائيلي.

 

استئناف

واستأنفت المرافق والمؤسسات الحكومية، والتابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» عملها، على أن تستأنف العملية التعليمية في مدارس الحكومة والخاصة عملها صباح اليوم الاثنين.

وأعادت السلطات الإسرائيلية فتح معبري كرم أبو سالم/‏‏ كيرم شالوم التجاري الوحيد المخصص لنقل البضائع والوقود جنوب القطاع، وبيت حانون/‏‏ إيرز المخصص للأفراد والمرضى والعمال شماله بعد إغلاقهما مع بدء موجة التوتر. كما رفع الجيش الإسرائيلي القيود التي فرضها على خروج السكان الإسرائيليين من منازلهم لمسافة 40 كيلومتراً من حدود قطاع غزة.

ومن المقرر أيضاً عودة أكثر من 12 ألف إسرائيلي أجلوا من منازلهم في البلدات الإسرائيلية المتاخمة لحدود غزة، ضمن برنامج مدعوم من الحكومة لحين انتهاء التصعيد.

 

الوقود

في الأثناء، قال بيان عن اللجنة الرئاسية لتنسيق البضائع في السلطة الفلسطينية، إنّ السلطات الإسرائيلية بدأت بإدخال وقود لصالح محطة توليد الكهرباء الوحيدة في غزة عبر معبر كرم أبو سالم وفق ما هو مقرر، وشاحنات محملة بأعلاف وحبوب ومساعدات إنسانية. واعتبر مسؤولون في شركة كهرباء غزة أن دخول الوقود لمحطة توليد الكهرباء سينعكس إيجابياً على عمل المحطة التي كانت ستتوقف هذا الأسبوع بسبب نقص الوقود بفعل إغلاق المعبر.

ويحتاج القطاع إلى 550 ميغاواط يومياً، وكل ما يتوفر منها لا يتجاوز 150 ميغاواط تنتجها محطة الكهرباء الوحيدة في القطاع، أو عبر الخطوط الناقلة من إسرائيل.

وفتحت المؤسسات الحكومية والأهلية والمحال التجارية أبوابها منذ ساعات الصباح، وفتحت سواحل القطاع أمام حركة الصيد، فيما سيعود الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم اليوم، وبعد تفقدها من قبل الجهات المختصة، لضمان سلامة الطلاب.

الفلسطينيون في غزة، يحبون الحياة حدّ العشق، ويصرّون على ممارسة دورهم في شتى المجالات بالشكل الطبيعي وكالمعتاد، فتراهم بعد أن ينجلي غبار التوتر والتصعيد، يندلقون إلى الأسواق والميادين والشوارع والمصانع، ويتدفقون على الأراضي الزراعية كي تفيض عليهم من خيراتها.

وفيما رحبت دول عربية وغربية عدة بوقف القتال بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، فإن الأطراف الراعية للعملية السياسية، شددت على ضرورة تجنيب القطاع أي صدامات، وكل ما من شأنه أن يرمي إلى التصعيد، الأمر الذي يترتب عليه، وفق مراقبين، السعي الجاد لإعادة إطلاق مسارات دبلوماسية، برعاية أممية ودولية، تفضي إلى إنهاء دوامة التوتر إلى الأبد.

Email