تقارير « البيان»

سوريو الشمال.. بين النزوح والسيول

ت + ت - الحجم الطبيعي

بينما كان مخيم علي بن أبي طالب غرب بلدة سرمدا في ريف إدلب بالقرب من الحدود السورية التركية، ينتظر شهر رمضان المبارك، كانت السيول أسرع إلى هذا المخيم الذي تحول إلى أرض منكوبة بفعل السيول، حيث اختفت الخيم وتشرد السكان حتى وصلوا التلال هرباً من الأمطار والسيول، وهم يتذكرون أحداث الزلزال الذي هجّرهم للمرة العاشرة على الأرض السورية.

السيول التي طالما كان النازحون يخشون قدومها، وصلت قبل بداية شهر رمضان ليتحول هذا المخيم إلى صحراء مرة أخرى، بينما تحمل العائلات ما تبقى من أثاثها لتكمل ما تبقى لها من الأيام الصعبة في مخيم آخر من بقع الشمال السوري التي تعج بالنازحين.

سمية، الشابة السورية التي ترعى ثلاثة من إخوتها، كانت تستعد مع بعض العائلات لتنظيم مائدة طعام جماعية في مخيم علي بن أبي طالب، وكانت في لقاءات يومية مع صديقاتها لجمع سكان المخيم على مائدة مشتركة تقدم كل عائلة وجبة على هذه المائدة، إلا أن السيول شتت كل المساعي للشابات في هذا المخيم.

سيل جارف

مئات العائلات استفاقت صباح الأمس على هذا السيل الجارف الذي أزال مئات الخيم، ودفع هذه العائلات إلى مناطق أخرى أكثر أماناً، بعد أن بلغت الخسائر المادية حجماً يفوق قدرة النازحين على التحمل. ووفقاً لفريق «منسقو استجابة سوريا»، فإن السيول أضرت بمئات الخيام وضاعفت معاناة النازحين، حيث وثق الفريق حصيلة الأضرار في المخيمات ومراكز الإيواء والتجمعات السكنية، إذ بلغت أعداد المتضررين نحو 34 ألف نسمة، أكثرهم من النساء والأطفال، مشيراً إلى أن أعداد النازحين الذين فقدوا المأوى قرابة 6730 شخصاً، بينما بلغ عدد الخيم المتضررة بشكل كلي 514 خيمة، والمتضررة بشكل جزئي 1044 خيمة.

وتعد هذه الخسارة في المخيمات بالشمال السوري من أسوأ ما تعرضت له المخيمات خلال العامين الماضيين، وسط تراجع عمل المنظمات الأهلية والدولية وحتى التغطية الإعلامية، لتبقى مآسي النازحين بعيدة عن التداول الإعلامي وحتى الإنساني.

Email