لبنان.. من الأزمة إلى الكارثة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعاني لبنان من أزمة مالية واقتصادية منذ أكتوبر عام 2019 كان لها تداعياتها على مختلف القطاعات، حيث تفاقم التدهور في الأوضاع المعيشية للبنانيين. وشهد التضخم ارتفاعاً كبيراً وسط الانهيار المستمر في قيمة العملة الوطنية مقابل الدولار الأمريكي، حيث تجاوز سعر صرف الدولار في السوق الموازية اليوم 117 ألف ليرة لبنانية للمرة الأولى في تاريخ لبنان، بل إن تقارير إعلامية تحدثت عن وصوله عتبة الـ120 ألف ليرة، في حين لم يهدأ دولار السوق السوداء منذ صباح أمس، فأكمل مساره التصاعدي كاسراً كل الأرقام القياسية التي كسرها سابقاً، يجري ذلك في ظلّ صمت تام للمسؤولين.

ونقل موقع «صوت بيروت» عن المدير العام لوزارة الاقتصاد محمد أبو حيدر، في وقت سابق، تحذيراً، من أن الوضع الحالي يعد من أصعب الأزمات الاقتصادية في لبنان، مؤكداً أن الحل يبدأ بالسياسة وينتهي بالاقتصاد. ويضيف في تحذيره أن لبنان يحتاج إلى خطة تعاف اقتصادية صحيحة تنعش البلد وتخرجه من أزمته الحالية، مؤكداً أن العملة اللبنانية تتدهور بشكل هستيري، حيث ارتفع سعر الدولار خلال العام الحالي من شهر لآخر بنحو 100 %، بينما ارتفع خلال العام الماضي بأكمله 35 %.

صندوق النقد

وحذر وفد من صندوق النقد الدولي، يزور لبنان منذ أيام، من عدم العودة مجدداً قبل شهر سبتمبر المقبل إذا لم تُنفّذ الإصلاحات قريباً. وتشهد بيروت اجتماعات بين وفد من الصندوق ووفد مشترك يضمّ المجلس الاقتصادي الاجتماعي والهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام، في ظل توقعات إعلامية بأن يدعو وفد الصندوق مَن سيلتقيهم إلى الضغط على السياسيين اللبنانيين لتطبيق الإصلاحات الضرورية التي لا تزال معلّقة.

ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن وفد الصندوق الدولي تحذيره من أنه إذا لم تُنفّذ تلك الإصلاحات قريباً فإننا سنذهب ولن نعود قبل سبتمبر المقبل وعليكم تدبّر أمركم.

وبينما يواصل سعر الدولار ارتفاعه الهائل، ذكرت مصادر اقتصادية أنه لم يعد هناك معنى للأرقام وأن الدولار أصبح بلا سقف، في انتظار انطلاق الحل على المسارين السياسي والاقتصادي.

أزمة أم كارثة؟

في السياق ذاته، أعرب وفد من «المنتدى الألماني اللبناني للتعاون والتنمية»، أمس، عن إحباطه من التطورات الحاصلة في لبنان، واصفاً ما يحصل بـ«الكارثة». جاء ذلك خلال استقبال رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وفداً من «المنتدى» برئاسة النائب بول زيمياك، بحسب بيان صادر عن الموقع الرسمي لميقاتي. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن زيمياك قوله، بعد اللقاء: «ما شاهدناه ليس أزمة فقط، بل كارثة في القطاعات الاقتصادية والمالية والمصرفية وموضوع اللاجئين، ونحن محبطون للتطورات الحاصلة هذه السنة».

وطالب كل الأحزاب السياسية والسياسيين في لبنان بالعمل معاً لإيجاد حلول من أجل الشعب ومن أجل مستقبل لبنان، مشيراً إلى أن البحث تطرق خلال اللقاء إلى الأوضاع الحالية في لبنان وللالتزام الألماني بلبنان الذي هو مهم جداً. وقال: «تحدثنا بالطبع عن أزمة اللاجئين في المنطقة، ويجب أن نعمل أكثر معاً على هذه المواضيع»، مضيفاً «كان رئيس الحكومة واضحاً بأنه يتمنى المزيد من التركيز الألماني والأوروبي على هذه المسائل في لبنان».

Email