السودان.. سباق مع الزمن لاتفاق نهائي قبل رمضان

ت + ت - الحجم الطبيعي

تشهد الساحة السياسية في السودان حراكاً مكثفاً لاستكمال مناقشة قضايا الانتقال والفراغ من صوغ الاتفاق السياسي النهائي، قبل حلول شهر رمضان المبارك، مع اتصالات متواصلة تقودها الآلية الثلاثية التي تعمل على تيسير العملية السياسية مع الأطراف غير الموقعة على الاتفاق الإطاري بغرض إشراكها في العملية.

ومن المقرر أن تعقد الآلية المعنية بصوغ الاتفاق السياسي النهائي أول اجتماعاتها بالقصر الجمهوري في الساعات المقبلة، من أجل وضع التصورات النهائية والتشاور في موعد توقيعه فور الانتهاء من مناقشة قضيتي العدالة والعدالة الانتقالية والإصلاح الأمني والعسكري، وتأتي تلك التطورات عقب الاتصالات المتواصلة منذ انعقاد اجتماع الخامس عشر من الشهر الذي أنتج تفاهمات رئيسة تذلل العقبات التي تعترض مسار العملية السياسية.

وشارف مؤتمر العدالة والعدالة الانتقالية على الانتهاء ويأتي ضمن أنشطة المرحلة النهائية للعملية السياسية بمشاركة أكثر من 700 مشارك ومشاركة من أقاليم السودان الستة يمثلون أصحاب المصلحة من أسر القتلى وضحايا الحروب النازحين واللاجئين ومنظمات المجتمع المدني ولجان المقاومة والقوى المدنية والمنظمات النسوية والإدارات الأهلية والقانونيين والأكاديميين. وينظم المؤتمر بتسهيل من الآلية الثلاثية وبالتعاون مع القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري والتحالف المدني للعدالة الانتقالية والمجموعة الوطنية.

وعلمت «البيان» أن لجاناً عسكرية بدأت الإعداد لمؤتمر الإصلاح الأمني والعسكري، توطئة لعقده في الأيام المقبلة بوصفه آخر المرات المخصصة لمناقشة قضايا الاتفاق النهائي، ويعد الإصلاح الأمني والعسكري أكثر القضايا تعقيداً لاحتسابات عسكرية وأمنية في ظل تعدد الجيوش وانتشار السلاح، كما أن بناء جيش وطني واحد يعد من أبرز مهام الانتقال ومطالب الثورة التي أطاحت حكم الرئيس المعزول عمر البشير.

دعوة للمشاركة

في السياق، قال الناطق الرسمي باسم تحالف الحرية والتغيير - الكتلة الديمقراطية محمد زكريا إن عدداً من التنظيمات والحركات الأعضاء في التحالف تسلمت دعوة قدمتها الآلية الثلاثية للمشاركة في اجتماع مع تنظيمات سياسية ومدنية والمكون العسكري بهدف دفع العملية السياسية في السودان.

وأكد زكريا في بيان أنه فور تسلم تلك المكونات الدعوة انخرط التحالف في اجتماعات داخلية واتصالات شملت نائب رئيس مجلس السيادة والآلية الثلاثية، وعدداً من الفاعلين في الساحة بغرض تذليل العقبات التي تواجه العملية السياسية ولضمان مشاركة الجميع في العملية السياسية التي تؤدي إلى فترة مستقرة وتقود لانتخابات حرة ونزيهة بنهايتها وفقاً لأسس ومعايير واضحة ومنصفة لا تمكن أي جهة من الاستئثار بالسلطة.

وأشار إلى أن تحالف الكتلة الديمقراطية سيواصل مشاوراته مع الأطراف الفاعلة في الساحة السياسية وسيملك الرأي العام نتائج هذه الاتصالات، ولفت إلى أن البلاد تمر بمنعطف دقيق بسبب محاولة بعضهم الاستمرار في احتكار القرار ما نتج عنه الأزمات السياسية المتطاولة والتردي في معاش الناس والحروب وعدم الاستقرار، وأكد تمسكهم بالحل الذي يخاطب جذور هذه الأزمات ويؤسس لانتقال مدني ديمقراطي مستدام.

Email