تقارير «البيان »:

فلسطين.. مساعٍ حثيثة لـ«رمضان» خالٍ من التصعيد

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُنبئ الحراك السياسي الجاري في المنطقة عن قفزات منتظرة لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، فتعمل الدول الراعية للمساعي الدبلوماسية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، على عقد قمة جديدة، يُنتظر أن تجمع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في شرم الشيخ.

فيما ينتظر الفلسطينيون من المنظمات الدولية القيام بواجبها الإنساني والأخلاقي لوقف شلال الدم الذي تدفق أخيراً في الأراضي الفلسطينية.وتسعى الإدارة الأمريكية، بمساندة عربية ودولية، لإلزام الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي على الانخراط بصورة جدية في العملية السياسية.

حيث تعكف هذه الدول على تنشيط الجهود الدبلوماسية في منطقة الشرق الأوسط، آخذة بعين الاعتبار تجنب التصعيد خلال شهر رمضان الفضيل، الأمر الذي تكرر خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وليس أدل على هذا التوجه لدى الدول الراعية للجهود الدبلوماسية، من جولة وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن الأخيرة في المنطقة.

والتي تزامنت مع سلسلة لقاءات عقدها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مع مسؤولين كبار في كل من مصر والأردن وفلسطين وإسرائيل، حيث سارت كل الجهود باتجاه دعوة الأطراف ذات العلاقة، لخفض التوتر.

تطورات مهمة

وجاءت جولة الفريق الأمريكي بتطورات سياسية مهمة، يُنتظر حدوثها في حال نجحت مساعي التهدئة، وأساسها تبني مبادرة السلام العربية، والالتزام بالاتفاقيات الموقعة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وإحداث التغيير المطلوب في المواقف، بمنح فرصة تلقى قبولاً وإقراراً بالدور الأمريكي من جديد. ويرى مراقبون أن التزام الطرفين بالشروط والأفكار التي تحملها الولايات المتحدة والدول الراعية، سيحدث اختراقاً كبيراً لجهة إطلاق مسار سياسي.

مصالح مشتركة

ووفقاً للكاتب والمحلل السياسي محمـد الدجني، ففي ملف التهدئة، تبدو المصالح مشتركة في تثبيتها، إذ تعيش الحكومة الإسرائيلية إحدى أصعب أزماتها الداخلية، بينما يستشري الانقسام السياسي والجغرافي لدى الفلسطينيين، وتواجه واشنطن ملفات وقضايا دولية معقدة، مرجحاً أن تشمل المرحلة المقبلة خطوات جدية في هذا الإطار، بدءاً من لقاءات غير مباشرة هدفها بناء الثقة، تتزامن مع تحسين الأوضاع المعيشية للسكان الفلسطينيين.

وربما تصل الأمور إلى أبعد من ذلك، من خلال صفقة جديدة لتبادل الأسرى. ورغم ما شهدته الأراضي الفلسطينية من توتر وتصعيد منذ مطلع العام الجاري، لا يجد رجال الدبلوماسية الفلسطينيون حرجاً في القول إنهم ما زالوا يتمسكون بخيار السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية، القائم على حل الدولتين، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية، ما يدفع إلى التفكير بحلول وخيارات «أكثر عقلانية» على حد وصف مراقبين، للتوصل إلى تهدئة.

Email