تقارير البيان

خلافات الفصائل تزيد المشهد الفلسطيني قتامة

ت + ت - الحجم الطبيعي

ينذر واقع الحال في الساحة الفلسطينية بأزمات شتى، فتتسع مساحة الخلافات الداخلية، وفيما تجدد الأطراف القيادية في كل من رام الله وغزة، التأكيد آناء الليل وأطراف النهار على الشعارات ذاتها، التي تعتبر الوحدة الوطنية خطاً أحمر، وأنه من غير المسموح لأي طرف تجاوزه، تتطاير أوراق الطرفين على الأرض.

فثمة لغز محير لكل المراقبين، يحيط بتفاصيل المشهد الفلسطيني، لدرجة باتت مجريات الأمور توحي بأن القضايا الفلسطينية الداخلية آخذة بالاتجاه إلى الخلاف بدل الائتلاف، وتثور مخاوف في الشارع الفلسطيني، من أن يصل الثمن الذي سيدفعه الفلسطينيون نتيجة للخلافات الحزبية والفصائلية إلى سقف غير معقول.

وفيما يتطلعون لوحدة حقيقية تفضي إلى تحسين أوضاعهم، تبدو النخبة السياسية منغمسة في صراعات داخلية أيضاً.

تعطيل

إلى أين تتجه الأمور؟ وعلى ماذا يؤشر هذا المشهد غير المسبوق؟.. يجيب الكاتب والمحلل السياسي رائد عبدالله إنه قفز إلى غياهب المجهول، وربما يكون مقدمة لانقسام أكثر عمقاً، ويضيف: «الواضح أن كل طرف يحاول قنص جهود الآخر أو تعطيلها، لإرساء قواعد حزبية قوية ومتينة، والتوسع أكثر في صنع القرار، وربما تذهب الأمور إلى أبعد من ذلك، وقد تنشب خلافات أخرى، لجهة موازين القوى بين الفصائل المختلفة».

خلافات

ويوضح عبدالله لـ«البيان»: هذه الحالة المتردية قد تترجم نفسها بخلافات وانقسامات جديدة في الساحة الفلسطينية، وهذا سيبعد جهود المصالحة، ومع أن هذا يتنافى مع كل ما يكرره قادة القوى الفلسطينية، إلا أن الوقائع على الأرض تؤكد أن الأمور تأخذ منحى آخر.

ووفقاً للباحث في الشأن السياسي حسين كعابنة، فإن القضية الفلسطينية في خطر داهم، جراء استمرار الانقسام المدمر، مشدداً على أن التاريخ سيسجل أن قادة الشعب الفلسطيني فضلوا مصالحهم الشخصية والحزبية على المصلحة الوطنية العليا، ما لم ينجحوا في استعادة وحدتهم السياسية والجغرافية.

ومع تصاعد الخلافات داخل البيت الفلسطيني، يرجح مراقبون أن يزداد المشهد الفلسطيني قتامة، ما لم تسارع القيادة السياسية الفلسطينية إلى استعادة الوحدة الوطنية، وإزالة كل المطبات والعراقيل التي تحول دون تحقيقها، كي يتمكن الفلسطينيون من مواجهة التحديات المحيطة، وعبور هذه المرحلة.

تساؤلات

وتبقى الأسئلة التي يطرحها مراقبون: «أليس ما يجري على الأرض من خلافات، نموذج لتعمق الانقسام الفلسطيني الداخلي؟ وهل أصبحت كل الشعارات الداعية للوحدة الوطنية ذراً للرماد في عيون أبناء الشعب الفلسطيني؟ وهل ستقود التوترات الحالية إلى خلافات جديدة في الساحة الفلسطينية؟ .

 

Email