السعودية: مستعدون للعب دور الوساطة في الأزمة الروسية الأوكرانية

روسيا تستهدف العمق الأوكراني بصواريخ «كينجال»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أعلنت روسيا أن قواتها شنّت فجر أمس، هجمات واسعة بصواريخ «كينجال» فرط الصوتية على أهداف حيوية في الداخل الأوكراني، ضمن موجة قصف تعتبر الأوسع منذ أسابيع، في حين كشف الجيش الأوكراني عن استراتيجيته في مدينة باخموت التي أعلنت القوات الروسية أخيراً، الاقتراب من السيطرة الكاملة عليها.

وأفادت وزارة الدفاع الروسية بأن قواتها أطلقت أكثر من 80 صاروخاً من «كينجال» على أهداف من شرق أوكرانيا إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها. وذكرت في بيان أن القصف كان رداً على عملية التسلل التي نفذها مسلحون أوكرانيون الأسبوع الماضي في منطقة بريانسك الحدودية، مضيفة أن هجماتها الصاروخية دمرت مواقع للطائرات الأوكرانية المسيرة، وأحبطت عمليات لنقل الأسلحة إلى كييف.

ليلة صعبة

في الأثناء، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في تعليقه على القصف الروسي، إن بلاده عاشت ليلة صعبة، وبيّن أن الهجمات استهدفت مرافق البنية التحتية والمساكن في 10 مناطق، ما أسفر عن سقوط ضحايا. فيما قال رئيس الوزراء، دينيس شميهال، إن الهجوم الصاروخي الروسي، ألحق أضراراً بمنشآت توليد وتوزيع الطاقة في 8 مناطق.

من جهته، أكد الناطق باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إغنات، استخدام روسيا أنواعاً مختلفة من الصواريخ خلال القصف الليلي، الذي طال مناطق واسعة من بلاده، موضحاً أن القوات الروسية أطلقت 6 صواريخ «كينجال» في هجمة واحدة.

وبحسب السلطات الأوكرانية، استهدفت الضربات الصاروخية منشآت للبنية التحتية، بينها: مولدات للطاقة، ومحطات للكهرباء وأخرى للنقل في مناطق عدّة من خاركيف شرقاً، إلى لفيف غرباً، ومن كييف شمالاً إلى أوديسا جنوباً. بدورها، أفادت شركة الطاقة الأوكرانية بأن القصف تسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن محطة «زابوريجيا» النووية الخاضعة للسيطرة الروسية، قبيل تأكيدها لاحقاً استئناف إمداد الطاقة للمحطة.

وأعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن «قلقها» إزاء حالة الطوارئ التي أعلنت في محطة «زابوريجيا» النووية، وقال مدير عام الوكالة، رافائيل جروسي، في بيان لمجلس محافظي الوكالة في فيينا: «هذه هي المرة السادسة - واسمحوا لي أن أكررها المرة السادسة - التي تنفصل فيها (محطة الطاقة) عن إمدادات الكهرباء الخارجية وتضطر إلى العمل في وضع الطوارئ هذا». وأضاف جروسي: «هذا لا يمكن أن يستمر».

وأكد جروسي أن الوقت قد حان لإنشاء منطقة أمان حول محطة الكهرباء، وأنه سوف يواصل جهوده في هذا الصدد.

استراتيجية

وفي باخموت،كشف قائد القوات البرية الأوكرانية، الجنرال أولكسندر سيرسكي، عن استراتيجية قواته في المدينة الواقعة شمالي مقاطعة دونيتسك في إقليم دونباس، أنها تقوم على إلحاق أكبر قدر من الخسائر في صفوف القوات الروسية، من خلال الاستمرار في المعارك الضارية عبر ما يعرف بـ«حرب استنزاف» للقوات الروسية في المدينة، على الرغم من تقدّم مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية وسيطرتها على أجزاء منها.

وقال سيرسكي إن كل يوم للدفاع عن باخموت يسمح للقوات الأوكرانية بتجهيز الاحتياطات والتحضير للعمليات الهجومية القادمة. فيما قال قائد مجموعة «فاغنر»، يفغيني بريغوجين، إن قواته سيطرت بشكل كامل على بلدة دوبوفا فاسيليفكا في محيط باخموت، بعد يوم من تأكيده سيطرة قواته على الجزء الشرقي من المدينة بشكل كامل.

تسهيل الحوار

في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، أمس، أن المملكة العربية السعودية مستعدة للعب دور الوساطة في الأزمة الروسية الأوكرانية والقيام بما يلزم لتسهيل الحوار السياسي بين موسكو وكييف، فيما قال نظيره الروسي، سيرغي لافروف، إن موسكو لا ترى أي رغبة من الجانب الأوكراني في إجراء حوار جدّي للتوصل إلى اتفاق.

وذكر بن فرحان، خلال مؤتمر صحافي مشترك في موسكو، أن المملكة مستعدة للتوسط في الصراع، وأضاف «نؤكد تأييد كل المواقف الداعمة للتوصل لحل سياسي في أوكرانيا». وتابع: «نؤكد أهمية العلاقة مع روسيا.. ونحرص على استقرار أسواق الطاقة العالمية».

من جهته، قال لافروف: «لا نرى أي رغبة من الجانب الأوكراني في إجراء حوار جدّي للتوصل لاتفاق»، مضيفاً «اتفقنا مع السعودية على أن الحل السياسي عبر الحوار هو الخيار الأفضل في كل القضايا».

Email