العواصف تتحالف مع الزلازل ضد المشردين السوريين

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تكن حادثة الزلزال يوم السادس من فبراير الماضي الحادثة الوحيدة، التي تلاحق السوريين على أرض الوطن أو على أرض اللجوء في تركيا، بل تصر الكوارث الطبيعية على ملاحقة السوريين أينما كانوا، ففي الأمس لم يشفع للنازحين السوريين هروبهم من كارثة الزلزال، حتى ضربتهم عاصفة في الشمال، اقتلعت المخيمات التي جرى تركيبها، بعد الزلزال، ليكمل السوريون مشوار التشتت والنزوح.

كانت الضربة الأخيرة، التي قضت على أحلام المئات بالحصول على مكان آمن، بعدما حصلوا على خيمهم من المنظمات الدولية، حيث اقتلعتها العاصفة لتكمل الرياح على هذه المخيمات، وسط كارثة جديدة حصدت آمال مئات العائلات في الشمال.

أكثر من 30 خيمة يقطنها العشرات أصبحت في مهب الريح، بحسب إفادة الدفاع المدني السوري، الذي نوه بأن العاصفة ضربت 6 مخيمات، منها 5 لإيواء ناجي الزلزال، التي تم إنشاؤها أخيراً على أطراف مدينة جسر الشغور غربي إدلب.

فيما اقتلعت العاصفة خياماً في مخيم «بسمة أمل»، بالقرب من قرية زرزور في ريف إدلب، في حين انتشرت فرق الدفاع المدني بالمنطقة؛ لمساعدة المدنيين على تثبيت خيامهم، والتأكد من عدم وجود إصابات، إلا أن العشرات من العائلات باتت مشردة في العراء، بعدما فقدت خيمها بفعل العاصفة.

تحذيرات

ولم تنته المشكلة والمخاوف لدى النازحين السوريين، بل لا تزال قائمة في أعقاب تحذيرات «الأرصاد الجوية السورية» من نشاط ملحوظ للطقس، وسرعة الرياح الغربية، مع إثارة الغبار والأتربة شرقي البلاد، مقدرة أن تكون محافظات حمص، وإدلب، وحلب، والرقة، وبادية السويداء، على موعد مع هبّات متوسطة إلى قوية، الأمر الذي وضع الأهالي على أهبّة الاستنفار في المناطق الشمالية.

سكينة القاضي، أم هربت من الزلزال من جنديريس إلى المخيمات، التي قضت عليها العاصفة، تقول إنها فقدت أحد أبنائها في الزلزال، وباتت مذعورة ومرعوبة من الكوارث الطبيعية، وحين هبّت الرياح سارعت إلى الخروج مع أبنائها إلى خارج المخيم، خوفاً من كارثة جديدة.

وتضيف سكينة، التي باتت اليوم بلا مأوى: «لست قلقة من اقتلاع الرياح للخيمة، المهم أن العائلة بخير، فمن الممكن الحصول على خيمة، في حين أنه من غير الممكن الحصول على أحد أبنائي في حال فقدانه».

Email