تقارير البيان

تحديات كبيرة أمام طريق المصالحة الفلسطينية

طفل فلسطيني يلهو على أرجوحة في رفح جنوبي غزة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

يدخل الفلسطينيون 100 يوم على إعلان الجزائر، في ظل أجواء تنذر باحتمالات انقسامات جديدة، ولا يبدو أن خيارات حلول الوسط التي طرحت في الجزائر ستصمد أمامها.

ويؤكد محللون أن الفلسطينيين يحتاجون في هذه المرحلة، إلى رؤية شاملة ترتكز على مقاربة سياسية، يتخللها وحدة موقف وتطوير آليات، لبناء شراكة حقيقية، وبناء نظام سياسي واحد، وتبني استراتيجية وطنية شاملة وموحدة، بما يفضي إلى شراكة حقيقية، أساسها العملية الديمقراطية.

في الشارع الفلسطيني، تبدو الحاجة أقرب ما تكون للحل السحري، للخروج من الوضع المتأزّم الذي يعاني منه الفلسطينيون بوجه عام، جراء استمرار الانقسام وتعطيل المصالحة، لا سيّما وأن التحديات أمام الفلسطينيين كثيرة، ومن البديهي أن تتوحد الشعوب في مواجهة أزماتها، بيد أن هذا لا ينطبق على الحالة الفلسطينية، فلقاءات المصالحة تجمدت مع الأجواء الباردة، وأبقتها دون الصفر.

التفاعل الجماهيري يبدو بارداً أيضاً، فما لبث أن عاش لحظة الإنجاز ونشوة الوحدة، حتى عاد عرضة لرياح متعددة المصادر والاتجاهات، وشيئاً فشيئاً توارت معالم الاتفاق الكبير، ويبدو التشاؤم وقد فرض نفسه من كل جانب، فخيبات الأمل التي مُني بها الفلسطينيون، تفوق عدد العواصم التي جابتها المصالحة!.

وبات الكل الفلسطيني، يطرح تساؤلات منطقية، على نحو: هل أصبح الانقسام أمراً واقعاً في المعادلة الفلسطينية، وهل أصبح الفلسطينيون عاجزين بالفعل عن توحيد صفهم، وحماية قضيتهم ومشروعهم الوطني؟.. وإذا لم يتوحدوا بعد كل هذه الأزمات والملمات، فمتى يتوحدون؟ وإذا كان «الفرقاء» عاجزون عن إنهاء الانقسام المستشري في الجسد الفلسطيني منذ 15 عاماً، فلماذا يملأون الدنيا بشعارات «جوفاء» وحديثاً دائماً عن الوحدة الوطنية؟.

حسب المحلل السياسي هاني المصري، فإن إنهاء الانقسام يكون بالانتخابات، وإن المسؤولية في تحقيق الوحدة الوطنية، لا يتحملها طرف بعينه، مضيفاً: «لو صدقت النوايا، وارتقت المصلحة الوطنية العليا، لتحققت المصالحة منذ زمن بعيد، لكن وطالما لا يتنازل طرف لآخر، ستبقى كل الأبواب مغلقة أمام التئام الشمل الفلسطيني».

وفي السياق، يتفق المحلل السياسي خليل شاهين، مع ما ذهب إليه المصري، معتبراً أن السبيل الأفضل لإنهاء الانقسام هو الدعوة لانتخابات رئاسية وبرلمانية يختار من خلالها الشعب الفلسطيني من يريده ليحكمه.

 

Email