بلينكن يبدأ جولة من القاهرة تقوده إلى تل أبيب ورام الله

جهود أمريكية مصرية لـ«خفض التصعيد» في «الضفة»

السيسي خلال استقباله بلينكن في القاهرة | ا ف ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة العمل الفوري لتهدئة الأوضاع في فلسطين في ظل التطورات الأخيرة، فيما دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى «الهدوء وخفض التصعيد» بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

والتقى الرئيس المصري مع بلينكن وبحث معه تهدئة الأوضاع، قبيل توجه المسؤول الأمريكي إلى القدس ورام الله، في مستهل زيارة للشرق الأوسط تستمر ثلاثة أيام.

وقال السيسي إن: «تطورات الأحداث الأخيرة تؤكد أهمية العمل بشكل فوري في إطار المسارين السياسي والأمني لتهدئة الأوضاع والحد من اتخاذ أي إجراءات أحادية من الطرفين»، مشدداً على «موقف مصر الثابت بالتوصل إلى حل عادل وشامل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني».

السلام والاستقرار

وأكد السيسي كذلك على ضرورة أن يكون حل تلك القضية المحورية في المنطقة على نحو يفتح آفاق السلام والاستقرار والتعاون والبناء.

وإثر اللقاء، طار بلينكن إلى تل أبيب، حيث يجري المسؤول الأمريكي محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين. وطالب الجميع باتخاذ خطوات لتهدئة التوتر. ويلتقي بلينكن في القدس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قبل أن يتوجه إلى الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

التهدئة

في الأثناء، توقع سياسيون أردنيون أن جولة وزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة بما فيها رام الله وتل أبيب، ستتخذ من «التهدئة للمشهد المقلق» بين الفلسطينيين والإسرائيليين عنواناً أساسياً للمحادثات التي ستجرى بين المسؤولين، ومع أن الزيارة كان مخططاً لها في السابق، ولكنها جاءت في خضم دوامة العنف.

تأتي الزيارة بعد أسبوعين من جولة لمستشار الأمن القومي جيك سوليفان، شملت إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وبعد أسبوع من زيارة قام بها وليام بيرنز، مدير وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه» (CIA) لمصر، والذي وصل الخميس أيضاً إلى إسرائيل في زيارة تشمل كذلك الأراضي الفلسطينية.

ووفقاً لنائب المساعد الأسبق لوزير الخارجية الأمريكي جويل روبن، فإن مدير الاستخبارات المركزية سوف يطرح على إسرائيل بعضاً مما وصفها بالحقائق، مشيراً إلى أن محادثات بيرنز مع المسؤولين الإسرائيليين ستتلوها محادثات أخرى في رام الله مع قيادات سياسية وأمنية فلسطينية.

في قراءة لأهداف الزيارة، يبين خبير فض النزاعات الدولية، أستاذ الدراسات الدولية في الجامعة الأردنية د. حسن المومني، أن هنالك اجتماعات مكثفة أمريكية ـ إسرائيلية ملحوظة، وهذا يعبر عن اشتباك أمريكي أكثر من قبل، انطلاقاً من الرغبة في التهدئة، وهنالك تواصل دائم فعال بين الأمريكان وبين الأطراف المعنية بما يحصل مباشرة، والإدارة الأمريكية تسعى لخفض التصعيد لتأسيس مرحلة تمهيدية قد تخلق ظروفاً مواتية من أجل إعادة إنعاش المفاوضات.

من جهته، يؤكد خبير الشؤون الإسرائيلية د. أيمن الحنيطي أنّ وقف التصعيد في القدس والضفة الغربية سيهيمن على زيارة بلينكن للمنطقة، فالوضع في الأراضي الفلسطينية يعيش حالة خطرة جداً، خاصة بعد عمليتي جنين والقدس وما تبعها من تداعيات.

وتوقع الحنيطي أن ترى الجهود الأمريكية النور في المستقبل القريب من أجل السيطرة على هذه المرحلة، ومن إعداد بيئة مناسبة لإطلاق العملية السلمية وإعطاء أمل للفلسطينيين، والتوصل إلى حلول عادلة شاملة تريح جميع الأطراف.

Email