أمريكا تدعم رواتب الجيش والشرطة في لبنان

ت + ت - الحجم الطبيعي

دخلت الولايات المتحدة على خط الأزمة الاقتصادية اللبنانية، من بوابة دعم رواتب العسكريين، في ظل التدهور الحاد في سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار.

السفيرة الأمريكية في بيروت دوروثي شيا أعلنت أمس، عن تخصيص الولايات المتحدة 72 مليون دولار من المساعدات الأمريكية إلى لبنان لزيادة رواتب عناصر الجيش والشرطة.

وعلى عكس بعض برامج المساعدات الأمريكية الأخرى التي غطت الأجور الكاملة لقوات الحلفاء.

فإن المساعدات التي أعلنتها سفيرة الولايات المتحدة في لبنان، دوروثي شيا، أمس، هي إجراء لمرة واحدة. وستوفر لكل جندي وضابط شرطة لبنانيين 100 دولار إضافية شهرياً، إضافة إلى رواتبهم للأشهر الستة المقبلة، لتخفيف وطأة الأزمة الاقتصادية.

وسيقوم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بصرف تلك الأموال.

مؤتمر صحافي

جاء الإعلان عن المساعدة الأمريكية خلال مؤتمر صحافي للسفيرة شيا وقائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون، وقائد الشرطة اللواء عماد عثمان، وممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان ميلاني هاونشتاين.

وكانت الخارجية الأمريكية أخطرت الكونغرس في يناير الماضي باعتزامها إعادة توجيه مساعداتها لرواتب عناصر الجيش والشرطة. لكن بعض الجمهوريين في الكونغرس دعوا إلى إلغاء المساعدات العسكرية للبنان تماماً، في ظل القوة السياسية المتنامية لميليشيا حزب الله.

راتب الجندي اللبناني كان قبل الأزمة الراهنة والمستفحلة، يصل إلى ما يعادل 800 دولار شهرياً، لكنه الآن - ووفقاً لتقرير لوكالة أسوشيتد برس- انخفض إلى ما يزيد قليلاً على 100 دولار بسبب انخفاض قيمة الليرة، بينما الراتب الشهري لضابط رفيع المستوى يبلغ حالياً حوالي 250 دولاراً.

العديد من أفراد الجيش والشرطة غادروا الخدمة في وقت لاحق، أو حصلوا على وظائف ثانية، بينما لجأ الجيش اللبناني إلى أساليب غير تقليدية لجمع التبرعات لتغطية النفقات، مثل عرض القيام برحلات بمروحيات بمقابل مادي، وفرض رسوم مرتفعة على تصاريح الصحفيين.

وسجلت الليرة أمس تدهوراً جديداً، إذ لامست عتبة 56 ألف ليرة مقابل الدولار في السوق السوداء، وفق صرافين وتطبيقات إلكترونية، في تراجع سريع بعد أقل من أسبوع على تخطي سعر الصرف الـ50 ألفاً. ويزيد الشلل السياسي الوضع سوءاً، في ظل فراغ رئاسي منذ أشهر تدير خلاله البلاد حكومة تصريف أعمال عاجزة عن اتخاذ قرارات ضرورية.

ومنذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر، فشل البرلمان اللبناني 11 مرة في انتخاب رئيس جراء انقسامات سياسية عميقة، خصوصاً أن أي فريق لا يملك أكثرية برلمانية تخوّله إيصال مرشح.

وأمام المصرف المركزي، أحرق شبان الإطارات وأغلقوا الطريق الرئيسي في شارع الحمرا المكتظ وسط انتشار كثيف للجيش اللبناني خلال التظاهرة التي دعت إليها جمعية صرخة المودعين، وهي مبادرة مدنية تعنى بحقوق المودعين وتواكب تحركاتهم.

Email