غزة المواليد في ازدياد والغذاء في انخفاض

ت + ت - الحجم الطبيعي

كانت الساعة تقترب من الحادية عشرة صباحاً في مستشفى الشفاء وسط مدينة غزة، وهو أكبر مستشفى في القطاع، حينما سجل الموظف المختص المولود رقم 55، لطفل اسمه عبد الله، ولد مع بداية دوامه في المستشفى الساعة الثامنة صباحاً.

وذكرت الإدارة العامة للأحوال المدنية في وزارة الداخلية بغزة، ان عدد المواليد في قطاع غزة لعام 2021، وصل إلى قرابة 59 ألف طفل، بزيادة واحد في المئة سنوياً، وعدد المواليد منذ بداية العام الجاري تقريباً، 48 ألف مولود.

وفي قطاع غزة، وهو من المناطق الأكثر كثافة سكانية في العالم، توقفت الكثير من مناحي الحياة نتيجة الحصار، فالكهرباء والمياه وفرص العمل، ليست متوفرة على نحو دائم.

أعداد المواليد المرتفعة في غزة، خلقت أجيالاً تحتاج إلى مساكن. وقد غير هذا التزايد السكاني المتسارع، شكل القطاع على مدار السنوات الماضية، ليبدو أشبه بكتل إسمنتية متراصة، وبيوت متلاصقة، وعمران يمتد بشكل رأسي في المدن، فيما اختفت المساحات الزراعية.

احتياج متزايد

يقول رائد صالحة خبير واستشاري التخطيط العمراني في وزارة الحكم المحلي، "إننا بحاجة خلال الـ 15 عاماً المقبلة إلى نصف مليون وحدة سكنية، وهذا الرقم حقيقي ومدروس بشكل جيد، حيث إن الكثافة السكانية ستكون في عام 2038، نحو 11 ألف نسمة لكل كيلو متر مربع".

وأمام هذه الأرقام، اتجه غالبية سكان القطاع نحو استغلال الأراضي الزراعية، من أجل التوسع والعمران، ما انعكس على شكل القطاع بشكل واضح، خلال السنوات القليلة الماضية، وسيتضح أكثر خلال السنوات المقبلة، بعد انحسار الأراضي الزراعية لصالح العمران، من أجل استيعاب الزيادة المتسارعة في عدد المواليد، واتجاه المواطنين للاستقلال عن عائلاتهم في بناء مساكن جديدة لهم في الأراضي المنتشرة داخل قطاع غزة، وقد تختفي الأراضي الزراعية مستقبلاً، ما سيخلق أزمة في توفير الغذاء.

وفيما تتناقص المساحات الزراعية، يزداد الاحتياج للغذاء، في ظل تغيرات مناخية، تقف بالمرصاد للقطاع الزراعي. وسيكون قطاع غزة أمام أزمة حادة خلال السنوات المقبلة، وتحدٍ كبير أمام المسؤولين، لتوفير مسكن لائق للمواطنين، وحماية الأراضي الزراعية المتبقية في القطاع، في ظل انعدام الحلول، حيث تراجعت المساحة الزراعية لما يقرب من 18 ألف دونم، بعدما كان أكثر من ثلثي مساحة القطاع أرضاً زراعية.

Email