آلاء.. صوت اللاجئين السوريين في العالم

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تتمكن الحرب السورية من إرادة الشابة آلاء القاسم، ورغم أنها تعرضت إلى تحديات وصدمات، إلا أنها تمكنت بعزيمتها من أن تكون جزءاً من صنّاع التغيير في مخيم الزعتري للاجئين السوريين.

آلاء التي لم يكن متبقياً لها إلا سنة واحدة للتخرج في جامعة دمشق، اضطرت هي وعائلتها أن تغادر المكان متوجهة إلى الأردن، لكنها لم تستطع أن تغادر أحلامها وطموحها، الذي لاحقها بإصرار، حيث بات قلمها وصوتها معروفاً بين اللاجئين، فهو الوسيلة الأصدق للتعبير عما يمرون به، وباتت تكتب وتنشر عبر الوسائل الإعلامية، لتشارك بعد ذلك في عدد من الجلسات الحوارية المهمة، ففي عام 2020 كانت ممثلة عن لاجئي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في حوار مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين للتحدث حول تحديات الحماية والاستجابات لكوفيد 19، فبعد أن وصلت إلى المخيم في عام 2012 وانغمست بالتفاصيل غير المعتادة أدركت أنها يجب أن تكون صوتاً للاجئين على مستوى العالم، وبعد سنوات من العمل مع المجتمع المحلي في مجالات الدعم النفسي والاجتماعي، وفي مرافقة الأطفال المنفصلين وغير المصحوبين المتعرضين لآثار الحرب، شاء القدر بأن يكون لها نصيب في دراسة تخصص الصحافة والإعلام، ومن هنا توحد الطموح مع الخبرات.

تقول آلاء: «لم أكن الوحيدة التي لم أكمل دراستي الجامعية، ولكن بفضل الله عز وجل ودعم عائلتي، استطعت إعادة رسم حياتي من جديد، واعتبرت أن اللجوء الذي نعيشه هو فرصة وتجربة جديدة تضاف إلى معرفتي، وقررت أن أتطوع وأن أبذل كل الجهد لمتابعة قضايا اللاجئين وقصصهم دون كلل أو ملل».

وحديثاً تسلمت آلاء إدارة إحدى جلسات الاجتماع الإقليمي حول تعلم الشباب ومهاراتهم وإدماجهم الاجتماعي وانتقالهم إلى العمل اللائق في منطقة الشرق الأوسط، الذي يخصصه برنامج «لا لضياع جيل» و«الآفاق»، لفهم التحديات المحددة التي يواجها اللاجئون الشباب، حيث تعد «لا لضياع الجيل» مبادرة تجمع 40 عضواً من الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية للدفاع عن حقوق الأطفال واليافعين والشباب المتضررين من الأزمة السورية، أما «الآفاق» فهي مبادرة فريدة ممولة من حكومة هولندا لعدد من وكالات الأمم المتحدة.

وتعمل حالياً متطوعة مع مجموعة عمل الشباب «youth task force»، وغيرها من الأعمال، وتشير إلى أنها ترى في هذه المشاركات فرصة لإيصال معاناة اللاجئين إلى العالم، «مجتمع اللاجئين كغيره من المجتمعات يوجد به التحديات بالتزامن مع قصص النجاح، أشعر بالراحة لأنني أستطيع إيصال قضايانا إلى العالم، فضلاً على أن هذه المشاركات تتيح لي التحدث عن التوصيات، فنحن نحتاج إلى الدعم في مجالات التعليم والصحة والعمل، والتعليم يعد حجر الأساس، الذي من خلاله نستطيع تأهيل أنفسنا وتطويرها لا سيما التعليم الجامعي، الذي نعاني من كلفه العالية».

Email