فلسطين وإسرائيل.. هل تُخمد جهود القاهرة نيران التصعيد؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

تقود القاهرة حراكاً دبلوماسياً لتدارك التصعيد الذي نشب أخيراً بين الفلسطينيين وإسرائيل، والسيطرة على التوتر قبل وصوله إلى نقطة اللا عودة، بتفويض عربي وأممي ودولي، وخلال الساعات الأخيرة، أجرى مسؤولون في جهاز المخابرات المصرية اتصالات مع مسؤولين كبار في السلطة الفلسطينية وإسرائيل، للوقوف على صورة الوضع، ووقف التصعيد قبل الوصول إلى طريق مسدود.

وتاريخياً لعبت مصر دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ولطالما تدخلت بينهما مع كل تصعيد ينشب، ولا يقتصر دورها فقط على الوساطة وفض الاشتباك بينهما، إذ قادت مراراً عمليات لتبادل الأسرى بين الجانبين، ما يضعها في موقع متقدم ومؤثر عند الطرفين، يرجح مسؤولون وخبراء أن يستمر إلى حين.

وحسب المحلل السياسي رائد عبدالله، فإن القاهرة تسعى لترطيب العلاقة بين الفلسطينيين وإسرائيل، والضغط لاتخاذ خطوات عملية على الأرض من الجانبين، بعيداً عن التعامل بمنطق النوايا الصادقة، لافتاً إلى أن الحراك المصري يتجاوز كثيراً وقف موجة التصعيد الحالية، ليتماشى مع توجهاتها في فتح قنوات سياسية بين الطرفين.

وتسعى القيادة الفلسطينية من خلال الوساطة المصرية، لوضع الملف الفلسطيني من جديد على جدول الأعمال الدولي، وبلورة مواقف عربية مشتركة، من خلال حراك دبلوماسي نشط، هدفه إعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وتكثيف الجهود لحلها، باعتبارها مفتاح الاستقرار في المنطقة.

تفهّم مصري

ويوضح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، واصل أبو يوسف، أن الفلسطينيين طالبوا الجانب المصري بطرح رؤى وأفكار جديّة من أجل عودة المسار السياسي مع إسرائيل، وعدم الاكتفاء بالعمل على تحسين المناخ العام بين الجانبين، مطالبين في الوقت ذاته بضغط وإسناد عربي للقضية الفلسطينية، بما يوازي الاهتمام الواسع الذي يبديه المجتمع الدولي حيال عديد الملفات السياسية والإنسانية في العالم. يوالي أبو يوسف في تصريحات لـ«البيان»: «هناك في الحراك الدبلوماسي المصري ما يؤشر على أن القضية الفلسطينية ما زالت أولوية بالنسبة للأشقاء العرب، ويلخص الحاجة الفلسطينية للإسناد العربي، في إيجاد منفذ للحل السياسي، يبدأ بتحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين، وينتهي بحل عادل للقضية الفلسطينية». 

ويكتسي الحراك السياسي المصري، أهمية خاصة عند الفلسطينيين، كونه يأتي في ذروة أحداث وقضايا واصطفافات دولية، من شأنها إبعاد الملف الفلسطيني عن الواجهة، خصوصاً وأن الجانب المصري يبدي تفهماً واضحاً للمطلب الفلسطيني بتكثيف الجهود الرسمية العربية، ووضع الموضوع الفلسطيني على طاولة النقاش. ويرجّح مراقبون أن يترتب على الحراك المصري نتائج ملموسة، وإن استغرق الأمر بضعة أيام أو أسابيع، وحتى تظهر تجليات هذا الحراك، سيظل الفلسطينيون والإسرائيليون على حد سواء، أمام حالة ترقّب.

Email