تنشغل السورية حنان الحريري بالتفكير دوماً في رسم مستقبلها، فهي لا تجد في المخيم الذي تقطنه مكاناً دائماً لمواصلة العيش وتحقيق أحلامها، فطموحاتها متنوعة كغيرها من الفتيات اليافعات في الزعتري، والمعضلات والتحديات التي تقف في وجه هذه الفئة العمرية متعددة ولا يمكن تجاوزها بسهولة.

تجد حنان (16 عاماً) في أنّها لا تستطيع التفكير فقط في اللحظة الراهنة التي تعيشها، فهي دوماً تتخيل المستقبل المفرح الذي سيخرجها من حالة اللجوء التي تعيشها هي وأسرتها، حيث المخيم فرض عليها وعلى أسرتها قوانين حياتية معقدة لم تكن تتوقع يوماً من الأيام أنها ستلتزم بها.

تقول حنان: «دوماً أتخيل أني عدت إلى سوريا إلى محافظة درعا، فهو المكان الذي أحن له دوماً، وحيث تتواجد أيضاً عائلتي ومنزلنا وأراضينا، وهذا الأمر نشترك به أنا وصديقاتي، فما زلنا نشعر بالتعلق في سوريا رغم أننا في المخيم منذ سنوات طويلة، إلا أن العيش هنا صعب جداً وأوضاعنا هشة وغير مريحة».

وتبين أن من أكثر القضايا الملحة التي تواجه الفتيات هي «ضمان الالتحاق في الجامعة واختيار التخصص المحبب إلى أنفسنا، فالمنح الجامعية قليلة جداً، وهذا يؤثر على معنوياتنا خاصة أننا نرى أنه بعد فترة الثانوية العامة فإن أغلب البنات إما تتجهن إلى خيار الزواج أو الانتظار إلى حين إيجاد منحة دراسية».

فضلاً عن تحدي رؤية الأسرة تعيش أوضاعاً اقتصادية صعبة و«هذا يحتم علينا أن نراعي والدينا في المتطلبات، سواء الملابس أو ما تحتاجه المدرسة من أدوات تعليمية أو الحاجة للرجوع إلى شبكة الإنترنت لإتمام الواجبات، فجميع هذه الطلبات الأساسية لم تعد بالنسبة لنا أساسية رغم أهميتها».

صعوبات

تعد عائلة حنان من العائلات الكبيرة، حيث تتكون من 7 أشخاص، وتجد الفتاة أنه من الصعوبات التي تشعر بها هي وأخواتها، أن هذا العدد الكبير يعيش في «كرفانة» واحدة نوعاً ما صغيرة بما يلزم عليهم النوم في ذات المكان، بما يحرم الفتيات من الراحة والخصوصية. تعلق بالقول:

«إنني أرفض هذا الواقع، لأنني أشعر أننا نستحق الأفضل، ومن الممكن القول في أن العراقيل التي أتحدث عنها بسيطة، ولكنها بالنسبة لنا مهمة لا سيما أننا لا نستطيع تأمينها، فدخل العائلة محدود جداً، ووظائف العمل نادرة جداً، والاعتماد الكلي للأسرة على المساعدات من قبل المفوضية، ومن هنا فإن حيز الخيارات والتحرك بالنسبة لنا شبه معدوم».

قيود

وتتحدث حنان عن قيود أخرى تعيشها هي والفتيات بعمرها، أبرزها أن المخيم يتكون من أسر متعددة جاءت من أماكن وبيئات مختلفة، وهذا جعل من الأسر أن تكون حريصة كل الحرص على حركة الفتيات وتنقلها، علاوة على طريقة لباسها، ومما زاد من حالة الضيق التي تنتاب الفتيات أن المخيم لا يوجد به أماكن للترفيه، وأن المكتبات بعيدة جداً ولا يوجد بها الكتب الجديدة، ومن هنا فإن الفتاة وصديقاتها ليس أمامهن سوى الجلوس في الكرفانة إلى حين أن يتغير الحال.