ترجيح بتكريس الانسداد الرئاسي

رئاسة لبنان..«الورقة البيضاء» في الصدارة

نبيه بري وعدد من النواب خلال جلسة الاقتراع في البرلمان اللبناني | إي.بي.إيه

ت + ت - الحجم الطبيعي

في سياق «عدّاد» الجلسات الانتخابية الذي انطلق في 29 سبتمبر الفائت، وأسّس لبدء سباق المهل الدستورية مع الشغور، قبل بلوغ خط نهاية عهد الرئيس ميشال عون في 31 من الجاري، شهدت قبّة البرلمان اللبناني، أمس، انعقاد الجلسة الثالثة لانتخاب الرئيس الـ14 للجمهورية.

والتي لم يخرج مصيرها عن دائرة ما أصاب الجلستين السابقتين من تعطيل متعمّد من جانب «قوى 8 آذار» لإنجاز هذا الاستحقاق، عبر استراتيجية «الورقة البيضاء»، ومن ثم تطيير النصاب. وذلك، في مشهد مكرّر مستعاد، يؤكد أن الظروف لم تنضج بعد لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، وأن المرشح الأكثر احتمالاً ليحتلّ قصر بعبدا، بعد 31 من الجاري، هو «فخامة الفراغ».

وكما كان متوقعاً، شكلت هذه الجولة ما يشبه «استكمال عدد» في سجل عدّاد دعوات رئيس المجلس النيابي نبيه بري إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وعملية «بوانتاج» إضافية أجرتها الكتل الكبرى والناخبون الكبار، فتمّ «ترحيلها» إلى 24 من الجاري.

خارطة اصطفافات

وكانت جلسة أمس شهدت اكتمال النصاب القانوني لانعقادها، أي الثلثين (86 نائباً من أصل 128)، كما لدورتها الانتخابية الأولى، وجاءت نتائج التصويت وفق ما يلي: مرشح المعارضة النائب ميشال معوض (42 صوتاً)، أوراق بيضاء (55)، وأسماء أخرى (21) بينها 4 ملغاة.

وفي الشكل أيضاً، اكتسبت جلسة أمس دلالات بارزة، في توقيتها (20 أكتوبر)، ذلك أنها أطلقت مرحلة الانعقاد الحكمي لمجلس النواب في الأيام العشرة الأخيرة من ولاية الرئيس عون، بكل ما يستتبع هذه الفترة من «حبْس أنفاس» وانشداد إلى ما يحتمل أن تشهده من تطورات، وربما مفاجآت، ليست في حسبان أحد راهناً.

أما في المضمون، فبيّنت المعطيات التي أحاطت بأجواء الجلسة الرئاسية الثالثة خارطة اصطفافات، فرزت مجدداً الكتل والتكتلات الأساسية بين جبهتين: الأولى بقيادة «قوى 8 آذار»، التي لا تزال تدفع قدماً باتجاه إفراغ سدّة الرئاسة الأولى حتى يحين وقت قطاف التسويات الإقليمية والدولية، فيما على الجبهة الثانية تقدمت قوى المعارضة الرئيسية صفوف العاملين بقوة على «لبننة» الاستحقاق وتطويق مخطط الشغور الرئاسي ومفاعيله.

وعليه، ووفق إجماع مصادر نيابية معارضة لـ«البيان»، فإن وقائع الجولة الرئاسية الثالثة انتهت إلى «تسجيل نقاط» سياسية لصالح المعارضة التي أكدت أنها ليست في وارد المقاطعة، بل ذهبت بمرشحها إلى الجلسة، بغية «تحديد سقوفها» في المعركة الرئاسية، مقابل تكريس عدم اتفاق «قوى 8 آذار» على مرشح رئاسي واحد في ما بينها، وهو ما ترجمته بالاقتراع لصالح «الورقة البيضاء».

وفي انتظار الجولة الرابعة من الاستحقاق الرئاسي، في 24 من الجاري، وما تعنيه من محاولة إضافية لإخراج هذا الاستحقاق من دائرة الانقسامات، العمودية والأفقية، التي تطبع واقع البرلمان الحالي، غير الموزع بين أكثرية تحكم وأقلية تعارض، فإنّ ثمّة كلاماً عن أن ما فرّقته السياسة لن يجمعه البرلمان بأعضائه الـ128.

كما أن ثمة إجماعاً على أن الانسداد الداخلي، في ما خصّ الاستحقاق الرئاسي، لا يبدو أنه سيشهد انفراجاً في المدى المنظور، خصوصاً أن مكونات الداخل باتت مسلّمة سلفاً بالفراغ في سدّة الرئاسة الأولى، وباتت تتحضر للتعايش مع هذا الفراغ.

مؤيد ومعارض

حظي النائب ميشال معوض، بدعم من نواب كتلة القوات اللبنانية بزعامة سمير جعجع وكتل أخرى محسوبة سابقاً على تيار 14 آذار. وكان ميشال معوض، ابن الرئيس اللبناني السابق رينيه معوض، حصل على 36 صوتاً في الجلسة الأولى لانتخاب رئيس في 13 أكتوبر. وتعارض كتل رئيسية، بينها حزب الله، دعم ترشيح معوض بسبب مزاعم عن قربه من الأمريكيين.

Email