المعارضة تشارك لتسجيل نقاط سياسية وتوقعات بتكرار «الورقة البيضاء»

«بروفة ثانية» من الاستحقاق الرئاسي اللبناني اليوم

ت + ت - الحجم الطبيعي

غداة «الإنجاز التاريخي» الذي تحقق على خط اتفاق الترسيم البحري مع إسرائيل، وانتقال هذا الملف إلى البر السياسي، متجاوزاً الحقول الرئاسية ونزاعات تشكيل الحكومة في لبنان، تشهد قبة البرلمان، اليوم (الخميس)، انعقاد الجلسة الثانية لانتخاب الرئيس الرابع عشر للجمهورية.

وذلك في سياق «عداد» الجلسات الانتخابية الذي انطلق في 29 سبتمبر الفائت، وأسس لبدء سباق المهل الدستورية مع الشغور، قبل بلوغ خط نهاية عهد الرئيس ميشال عون في 31 من أكتوبر الجاري.

وعلى وقع سريالية المشهد التي قلبت الموازين والاعتبارات على الجبهة الحدودية الجنوبية، تشهد قبة البرلمان في وسط بيروت، اليوم، المحاولة الثانية لإخراج الاستحقاق الرئاسي من دائرة الانقسامات، العمودية والأفقية، التي تطبع واقع البرلمان الحالي، غير الموزع بين أكثرية تحكم وأقلية تعارض.

أما على المقلب الآخر من الصورة، فإن ثمة كلاماً عن أن ما فرقته السياسة لن يجمعه البرلمان بأعضائه الـ128، مع ما يعنيه الأمر من ضرورة الانتظار قبل «صناعة» رئيس يحظى بتأمين الثلث للحضور، والنصف+1 للانتخاب.

44 جلسة

ومن بوابة المحاولة الثانية المرتقبة، يجدر التذكير بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري كان دعا إلى أكثر من 44 جلسة انتخابية، بين أبريل 2014 وأكتوبر 2016، إلى أن كانت الجلسة الـ45 في 31 أكتوبر 2016 التي تم فيها انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، أي بعد نحو سنتين ونصف سنة من الفراغ.

فهل ستكون جلسة اليوم «بروفة» ثانية في رحلة الألف ميل؟ أم ستؤسس لـ«مفاجأة ما» عند مشارف نهاية العهد في انتخاب رئيس؟

معطيات وتوقعات

وفي انتظار ما سيكون عليه المشهد الانتخابي تحت قبة البرلمان اليوم، معطوفاً على ما كان عليه في جلسة 29 سبتمبر الفائت، التي فتحت السباق جدياً وعملياً إلى قصر بعبدا، وإن ضربت الورقة البيضاء الرقم الأعلى في أولى خطوات السباق الرئاسي، فإن المعطيات الأولية تفيد بعدم تبدل الاصطفافات التي ستفرز مجدداً الكتل والتكتلات الأساسية بين جبهتين:

الأولى بقيادة «قوى 8 آذار»، التي تدفع قدماً باتجاه إفراغ سدة الرئاسة الأولى حتى يحين وقت قطاف التسويات الإقليمية والدولية، فيما على الجبهة الثانية تتقدم قوى المعارضة الرئيسية صفوف العاملين بقوة على «لبننة» الاستحقاق وتطويق مخطط الشغور الرئاسي ومفاعيله.

وعليه، ووفق إجماع مصادر نيابية معارضة لـ«البيان»، فإن وقائع الجولة الرئاسية الثانية، اليوم، لا بد من أن تنتهي إلى «تسجيل نقاط» سياسية لصالح المعارضة التي أكدت أنها ليست بوارد المقاطعة، وهو ما سيترجم بالاقتراع مجدداً لصالح «الورقة البيضاء».

 

Email